الاستقرار مضاد حيوي ضد تقلبات الظروف ومادته الأساسية وفرة السكن للمواطنين. معظم الناس من البرازيل إلى آخر حدود أرض الملكات التي هي كويينز لاند، في أستراليا يلجأون إلى الله من خلال الصلوات طالبين منه العون ألا تنهار البيوت من تحت أرجلهم وقت نزول المطر، وبنفس الطريقة صعد الناس إلى أعلى البيوت في أستراليا طلبا للنجاة بينما سحبتهم السيول أجمعين. لقد أحس ذلكما الفريقان من الناس أنهم لا شيء بعد زوال الكارثة فيما لو بقوا على قيد الحياة من غير بيوت. لن أتحدث عن جدة طبعا في ظل أن تخطيط مشروع الإسكان لديه من العوائق برسم «لا توجد لدينا أراضي) وأثناء مرحلة الإيواء المؤقت أيضا قالت جهات مختصة أخرى لم تعد لدينا فرص كثيرة للإيواء. فالملاك يرفضون إخلاء أراضيهم وفق ضوابط البيع والشراء. لن أناقش فكرة الإيواء من عدمه لأنني لست عضو إسكان ولا ترحيل وإنما سوف أكتفي فقط بالعبارة الهولندية، فقد استيقظوا ذات يوم ولم يجدوا في بلادهم أراضي، ففكروا واتجهوا إلى إقامة مستعمرات بشرية فوق الماء. لقد ردموا مياه البحر بالصخور وفق منظومة هندسية رائعة وأقاموا فوقها المساكن وعملوا تمديدات البنية التحتية، ماء وكهرباء وأثثوا المساكن وعاش الناس فوق يابسة وكأنه لم يكن تحتهم ذات مرة كثير من الماء. ولكن بناء البحر شيء رائع إذا ما عدمت الوسيلة لكي يسكن الناس، فعلى أقل تقدير هناك جيل من المصريين اسمهم جيل القوارب لأنهم ولدوا ذات مرة في القوارب وعاشوا ولا زال كثير منهم يمارس حياته فوق الماء .. وغير جيل القوارب، فهناك جيل المقابر وأهالي الترب، ولولا ذلك لم يتمكن أحد الكتاب المصريين من إنتاج رواية اسمها «أنا لا أكذب ولكن أتجمل». وعلى أية حال فانعدام المساكن أم الآفات كلها، لأن هذا العامل يولد عدم الاستقرار في شكل طفو وغليان. ولكن تونس التقطت العدوى وحرق البوعزيزي نفسه فاشتعل الشارع معه وسار الناس كما لو كانوا أرغفة محروقة، وهتف الناس في مصر أن شبابهم يقضونه سدى، فلا مساكن تليق بهم ولا وظائف ولا يجدون من خيرات بلادهم شيئا .. وكذلك هو الحال أيضا من قبل جيل زمان في إيران، فقد اكتشف الكاتب محمد حسنين هيكل أن انعدام المساكن في إيران كان هو الشرارة التي حركت الناس للخروج في الشوارع، لأن متوسط إيجارات المنازل كانت تستهلك ثلاثة أرباع دخل الموظف الإيراني العادي، فيما كان يمتلك البيوت رجالات يقمعون كل إنسان يقول نعم أنا جائع وأحتاج إلى أمان وظيفي وأتطلع إلى سكن واستقرار. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة