** كان سائق التاكسي.. كعادته.. يسأل.. ويجيب.. ويكرر.. هل يكفي هذا الراتب التقاعدي؟!.. قاطعت حديثه.. هل راجعت المسئول الأول عن هذا الإسكان الخيري؟!.. كان رده (لطمة).. بأوجاع.. ذلك ما يجعلنا.. في دوامة التشكي.. معظم الأمور هكذا.. كنتيجة.. عدم الرضا مستمر.. متجدد في حياتنا.. بطرق وأشكال مختلفة.. يرى السائق أنهم يكذبون.. ومع انعدام التبريرات المقنعة للناس.. وخاصة لذوي الحاجات الملحة.. تتفاقم المعاناة.. تتوسع التوترات.. يصبح الفرد في مهب مساراتها الخطيرة.. يحركها من يشاء.. في أي اتجاه يشاء.. وذلك مرض خطير. ** يدعي السائق.. في هذه الحلقة الخامسة.. بوجود فوضى وظلم.. يدعي أن هناك من حصل على سكن من المشروع الخيري هذا.. وهم يملكون بيوتا بصكوك شرعية.. يدعي انه يعرفهم.. ويضيف.. بعضهم أيضا متقاعد.. ثم رفع نبرة الصوت.. ليثبت أن الواسطة فوق كل شيء.. قلت.. ماذا عن شعور هذا السائق بعد إنشاء وزارة الإسكان؟!.. هل سيقف في الطابور أمام وزير الإسكان؟!.. مهمة شاقة لوزارة فتية.. تبحث عن سكن لنفسها قبل غيرها.. هل ستضيف إلى معاناة الناس.. معاناة أخرى هي الانتظار؟!.. هل ستصبح في تعاملها مثل هذه المساكن الخيرية؟!.. تعطي البعض وتحجم عن البعض.. هل ستمجد العمل الخيري.. لاستحلاب عواطف الأغنياء لبناء مساكن للفقراء.. والأيتام؟!.. هل ستكون وزارة المستقبل الأفضل؟! هذا عمل خيري فلماذا الواسطة؟!.. تجاهل السؤال.. كأنه يقول لكاتبكم.. (يا زينك ساكت).. تعرف نفوذ الواسطة.. فلماذا تسأل؟! ** واصل قائلا.. مع هؤلاء الأطفال الأيتام.. كل شيء مرفوض.. أكد انه راجع المسئول عن هذه المساكن الخيرية.. لكن دون جدوى.. يقول: (إذا ما تصدّق).. آخذك الآن إلى هذا السكن الخيري.. لتشاهد السيارات الفخمة.. أمام بعض بيوت هذا الإسكان.. هل أصحاب هذه السيارات الغالية.. محتاجون لهذا السكن؟!.. هذه السيارات تمثل غناهم.. ونعرف أنهم يملكون بيوتا أخرى.. أجروها لزيادة دخولهم.. بعد حصولهم على بيوت في هذا المشروع الخيري.. ويضيف.. كان غيرهم أولى.. مثل هؤلاء الأطفال الأيتام المساكين.. هكذا يتخيل ببساطة البسطاء العرب. ** عندها أدركت أن الهواء يحرك السحاب في السماء.. وهناك من ينتظر هطول المطر على الأرض.. يرون السحب محملة فوق رؤوسهم بالماء.. لكنها لا تنزل على أراضيهم.. يسوقها مالكها لغيرهم.. فهل يحتجون.. ويسخطون.. ويقنطون؟!.. بالمقابل.. أليس من حق صاحب المشروع الخيري توزيعه على من يشاء.. ويظل أيضا مشروعا خيريا؟!.. هل هذه نتائج لعبة الأقدار؟! ** مع البشر يختلف المشهد.. والاستنتاج.. ورد الفعل.. بالتأكيد هناك ضوابط.. لتوزيع مساكن هذا الإسكان الخيري وغيره.. ولكن أليس من حق صاحب أي مشروع خيري.. استثناء من يشاء.. وفق رؤيته؟!.. البعض يركّز على هؤلاء الذين اصطفاهم صاحب المشروع.. يضعونهم في دائرة التركيز.. بالتأكيد هم قلّة.. يتجاهلون البقية.. بالتأكيد هم كثرة.. يستحقون ذلك العمل الخيري.. وفي غياب الاستنتاج الصحيح.. تكون الطّامة.. بدلا من الدعاء لأصحاب المشاريع الخيرية بالخير.. ندعو عليهم بالويلات.. هل هذا عدل وإنصاف؟!.. هل لديكم حل لهذه المعضلة؟!.. كل ذلك الشرح والتبرير كان لنفسي.. أستند إليه.. لإبعاد عقلي عن دائرة الجنون.. بالتأكيد.. الإسكان ليس مسؤولية فاعلي الخير.. لكنه مسؤولية الدول. ** أسعى إلى توسيع مجال سياحتي.. في خيال حملني بعيدا.. مع هذه المشاريع الخيرية.. يشحن هذا الخيال.. طاقة يبعثها السائق دون وعي.. طاقة تؤثر على كاتبكم.. كان يتحدث بحسرة.. وحرقة.. وطلاقة في اللسان.. أكد أنه سيستمر في الدفاع عن هؤلاء الأطفال الأيتام حتى الموت.. لكن لماذا ركز حديثه عن الإسكان؟!.. هناك مشاكل أخرى.. هل سيزول العجب.. إذا عرفنا أن الأغلبية.. تبحث عن سكن بعد الغذاء؟! ** ماذا عن شعور هذا السائق بعد إنشاء وزارة الإسكان؟!.. هل سيقف في الطابور أمام وزير الإسكان؟!.. مهمة شاقة لوزارة فتية.. تبحث عن سكن لنفسها قبل غيرها.. هل ستضيف إلى معاناة الناس.. معاناة أخرى هي الانتظار؟!.. هل ستصبح في تعاملها مثل هذه المساكن الخيرية؟!.. تعطي البعض وتحجم عن البعض.. هل ستمجد العمل الخيري.. لاستحلاب عواطف الأغنياء لبناء مساكن للفقراء.. والأيتام؟!.. هل ستكون وزارة المستقبل الأفضل؟! ** فتح سائق التاكسي بابا جديدا للتساؤلات عن هذه الأوضاع.. ولكن كيف تتحول الأعمال الخيرية إلى هم وغم للبعض؟!.. كيف تخلق الإحباط والغبن للبعض؟!.. كيف تعطي هذا.. وتحجم عن الآخر؟!.. [email protected]