تلقيت اتصالا مباغتا من أحد البنوك بعرض مبلغ خمسة وعشرين ألف ريال دفعة واحدة قرضا بغير «إضافات» لمدة أربعين يوما من أوانه وتاريخه. المال رائع جدا عندما يتدفق إلى محفظة المواطن النفعية، ولكن أيام المعاناة تتوالد لاحقا، فإذا لم يجرِ التسديد في آنه وحينه، فسوف يربو ويكبر ويتضخم ويجلب الصداع إلى «الرأس» السليم. قلت لمندوب البنك: لا يمكن لي تمرير هذا القرض لأنني مقترض أساسا من السابق، ومن خلال تجارب الآخرين فهم يرون القرض في أوله مهما كان حجمه غنيمة وفي آخره خسارة، فالقروض تكبر وتتضاعف، وفي النهاية تأخذ الإنسان مع السيل، وخاصة إذا تراكم المطر فيما لا يحسن الإنسان استغلاله. رفضت القرض وبقيت طوال المساء ندمان، وخاصة أنهم يقدمونه للمواطن على طبق من فضة، إذ لا يحتاجون من المواطن أكثر من كلمة لا مانع في حصولي على القرض المتاح من جانبكم، وبهكذا كلمة ينتهي الإجراء من غير معاملات ومن غير استجداء ولا واسطة. إنهم رائعون جدا، ولا يندمون على قرض يقدمونه إلى العميل، وفي النهاية إذا تورط الإنسان فلا يفترض فيه إلقاء اللوم على المصارف ولا على الظروف ولا على الحاجة. لا أدري على أية أسرار تنطوي مشاعرنا حيال الديون، فمنذ حوالي ثلاث سنوات أخضع نفسي لعلاج عالي الكفاءة بصدد منع نفسي عن هذا النوع من الإدمان البغيض. لقد بقيت أعظ نفسي على مدى ألف ليلة وليلة بعبارة لا تستدن ما لم تكن بحاجة إلى ديون.. وللواقع اكتشفت أنني لا أحتاج إلى ديون من عدمه، ولكنني أجد نفسي في غاية الندم لأنني قلت للمندوب: صدقني.. سوف أسدد ما مضى مقابل عدم تقديم أية قروض. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة