هكذا وجدت نفسي فجأة أتحول إلى كاتب رياضي من غير معرفة شيء عن الأهداف ولا تواريخ الأندية والسبب فيما يبدو أن الرابط الإلكتروني لأحد مقالاتي علق صدفة أو بحسب خطأ فني برابط آخر موصول بتقرير رياضي منذ آخر مناسبة رياضية في جنوب أفريقيا، لقد علق الرابط لبعض الوقت.. ومن قبل ذلك كنت معشوقا متيما لكلمات حلوة جدا تدلف إلى ذاكرتي حينا من الهاتف الجوال وحينا آخر من خلال البريد الساخن. المرسلون هم ليسوا أشخاصا عاديين، فمن ذا الذي لا يود أن يكون محبوبا من الآخرين. لقد اكتشفت أن الذين يراسلون حضرتي من وقت لآخر هم مجرد أجهزة، فهي تماما أصنام إلكترونية وعلى فكرة فالصنم بالفارسية هو «بتا» وتستخدم كلمة «بتا» في الشعر الفارسي بنفس الأحرف بين قوسين ولكنها مجازا تستخدم في أدبيات الإشارة إلى المحبوب وقد استخدم هذه الإشارة عمر الخيام النيسابوري في مطلع رباعياته الأصلية المكتوبة فارسيا وهكذا كتب ذات مرة وهو حائر القلب نشوان.. برخيز وبيا «بتا» براى دلما.. يعني عربيا أنهض أيها الحبيب من أجل قلوبنا. وطبعا لا توجد كلمة حبيب في النص الأصلي وإنما تأتي الترجمة وفقا للشيء المقصود من وراء كلمة «بتا» التي تعني حرفيا الصنم .. وذات مرة أخضعت لعمل السخرة في صباي من عام 1976 مع هنود وكنا نكسر أحجار الرياض وسمعت المعلم الهندي يقرقر مع عامل هندي ويحثه على إجادة تكسير «البتر» بتشديد التاء هكذا سمعتها قديما وقرفت المعلم سؤالا عن «بتر» «بتر»، فأمسك بحجر وأشار إليه قائلا «بتر» وبعد ذلك بسنوات قرأت الخيام وربطت بين «بتا» و «بتر». وللواقع فقد أحسست أنني لا أقل إحساسا عن أي جهاز أصم عندما اكتشفت من خلال أحد الروابط الإلكترونية أنني كتبت قبل يومين تقريرا صحافيا عن المنتخب الألماني في مواجهة حاسمة له مع فريق آخر أو هكذا بدت لي الأشياء حيث تعرض أحد المدافعين لكسر في قدمه وهكذا فقد أصيب المنتخب الألماني في مقتل، وبقيت أضحك لأنني عرفت أن هذه الأجهزة تحذف ولا يمكنك إلقاء العتب على جهاز أصم، فيما كنت على ثقة أنني كتبت عن الخبز، لأنه ذات مرة تكهنت بغير عرافة ولا استشارة نجم قبل استدارة السنة الفائتة أن الخبز سوف يكون شخصية العام وبطل العالم .. وعلى الفور بحثت في الموضوع ذاته، وتبين لي أن المكتوب عن الخبز شيء مهول جدا لدرجة أن قساوسة تركوا التبشير العادي وانطلقوا يبشرون بوفرة الخبز زاعمين أن الخبز في حد ذاته سوف يكون صمام أمان ضد الاضرابات والاعتصامات جنوبا كما في الشمال أيضا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة