مرة أخرى يعود أمين جدة الدكتور هاني أبو راس لتصريحات الطمأنة ومحاولة كسر الحاجز النفسي لدى سكان جدة، وهذه المرة يطمئن سكان حيي السامر والتوفيق بأن لا خطر عليهم من السد الاحترازي وبحيرة المسك، ويطمئن سكان جدة بأن الأنفاق لن تغرق مستقبلا ولن تتكرر المعاناة منها مرة أخرى وأن خططا أعدت لحمايتها من المياه الجانبية من الشوارع أو الأحياء المجاورة والتي كانت سببا رئيسا في إغراقها بالمياه، وأنه كلف فريقا هندسيا بإعادة تقييم عمل مضخات الأنفاق تفاديا لأي تقصير مستقبلا. يتمنى أهالي جدة أن يصدقوا هذه التصريحات ويطمئنوا ويرتاحوا ويأمنوا بكل ما جاء فيها يا دكتور هاني، ولكن الحال ليس كما تظن، ولم يعد بالإمكان تخدير سكان جدة بمثل هذه التصريحات بعد كل ما حدث «ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» فما بالك وجدة كلها حفر وأنفاق وسدود إما منهارة أو تهددهم بالانهيار وإغراقهم، ولم يعد بالنسبة لهم مجرد جحر يا معالي الأمين، وعلى رأي المثل الجداوي الجديد «اللي انلسع من أم الخير ينفخ في الأمانة»، خاصة وأنهم سمعوا مثل هذه التصريحات بعد كارثة جدة الأولى، وسمعوا عن الأنفاق التي تم اختبار مضخاتها بنجاح، وسمعوا عن السدود الآمنة التي لن تنهار، وسمعوا عن الخطط واللجان التي تدرس وتعالج وتداوي، وسمعوا ذات التطمينات التي تريد كسر الحاجز النفسي في نفوسهم من المطر وكسرت الأمانة نفوسهم. صدقني يا دكتور هاني اليوم لا يختلف عن الأمس كثيرا، والتصريحات ذات التصريحات، والتطمينات ذات التطمينات، ولكن لسان حال الجداويين يقول «إن عدت يا خبت البقر سمني ثور»، ولا يملك أحدا تغيير قناعاتهم بعجز الأمانة عن حمايتهم من كارثة ثالثة تباغتهم مجددا. أهالي جدة ليسوا ضدك شخصيا ولا يحملون غلا لأحد من مسؤولي الأمانة لشخصه، لكنهم ضد كل من يقصر في حمايتهم من الخطر، ومن يبيعهم بثمن بخس، ومن يخدرهم بتصريحات لا تضمن لهم حماية أرواحهم وممتلكاتهم. «الشق أكبر من الرقعة» يا دكتور هاني، وكلنا نعلم أن عدم تكرار الكارثة يحتاج لأكثر من مجرد لجنة تدرس وخطة تحمي الأنفاق، ولا يمكن لأهل جدة أن يصدقوا أن هناك حلا من خلال ما صرحت به بالأمس ل «عكاظ»؛ لأن المنطق والعقل يؤكدان أنه لو كان لدى الأمانة حل لمشاكل جدة من خلال ما ذكرت، فلماذا لم تنفذه الأمانة خلال سنة وشهرين عقب كارثة جدة الأولى؟ ولماذا غرق نفق تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع الروضة ولم يمض على افتتاحك له أكثر من 24 ساعة؟ ولماذا غرق نفق طريق الملك عبد الله مرة أخرى؟ ألم تكن خطط الأمانة ولجانها تعلم أن هناك مطرا قادما يا دكتور هاني؟ ألم تكن تعلم أن سد أم الخير مجرد حشوة تراب هشة لن تصمد أمام المطر الغزير والسيل؟ المنطق والعقل يا دكتور هاني يقولان «إذا أردت أن يصدقك العاقل فحدثه بما يليق»؛ لأنه إذا كان لديك حل فعلي لأنفاق وسدود جدة والأمانة قادرة على تنفيذه وحماية جدة وأهلها بالفعل، فلماذا لم تنفذه العام الماضي؟ أليس هذا اعترافا صريحا وواضحا منك بالتقصير، وإدانة صريحة وواضحة للأمانة بأنها كانت تملك الحل لحماية جدة وبخلت به عليها؟ لماذا؟!! أسئلة بسيطة وسهلة ومشروعة لا تملك أنت أو أمانة جدة الإجابة عليها؛ لأنه وببساطة شديدة «لو به شمس كان من أمس». وشمس أمانة جدة قد غربت يا دكتور هاني، والإعلام وأهالي جدة لم يظلموكم، بل أعطوكم الفرصة الكافية لتثبتوا لهم أنكم قادرون على حمايتهم من الخطر الذي يتهددهم كلما هطل المطر، ولكنكم لم تفعلوا مع أنكم كنتم قادرين كما تشير تصريحاتك بالأمس، حتى أن الأمانة أعادت للوزارة 430 مليونا لمشاريع لم تنفذ، فماذا يمكن أن تسمي لنا هذا يا معالي الأمين؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 176 مسافة ثم الرسالة