حولت الأمطار أحياء جدة ومعظم شوارعها وميادينها الرئيسة إلى برك ومستنقعات مائية، وأجبرت قوات الدفاع المدني على إخلاء بعض السكان بالقوارب المطاطية بعد محاصرة المياه مساكنهم، فيما امتلأت الأنفاق بمياه السيول، ومنها نفق الطائرة الحديث، فضلا عن نفق تقاطع حراء مع الأمير ماجد. «عكاظ» تجولت على عدد من الأنفاق والتي تحولت إلى بحيرات صناعية، وأغلقت تلك الانفاق أمام المركبات، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى ارتفاع منسوب المياه في الأحياء والشوارع العامة، وأصبحت جدة وسط بحيرة من مياه الأمطار بشكل منع سكان بعض الأحياء من مغادرة بيوتهم. ورصد مختصون أن غرق الانفاق بما فيها الحديثة يعني أن خللا في المواصفات وفي نوعية وحجم المضخات. وهنا أوضح الخبير البيئي الدكتور علي عشقي، أن الخلل الذي تعاني منه جدة كبير، وينسحب على عناصر بنيتها التحتية التي لا زالت تعاني من سوء التنفيذ، مؤكداً ضخامة لمشكلة وحاجتها لإصلاح جذري، وهو ما لم يتحقق حتى الآن على حد قوله، فأمطار التي هطلت على جدة كانت نتيجة سوء تصميم الشوارع، الذي يؤدي إلى تآكل طبقة الإسفلت في معظم الشوارع وجرفها وفتح الكثير من الحفر الوعائية فيها، وحاجتها إلى اعتمادات مالية أخرى لإصلاحها. وأضاف: " الأمر الغريب الذي نجده في شوارعنا ولا يمكن أن تراه في أي بلد من العالم هو أن حفر شبكة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار موجودة في وسط الشوارع، سواء رئيسة أو فرعية، والمفروض هندسياً أن تكون على جانبي الشوارع أو وسط الأرصفة حتى تتسرب إليها المياه بشكل سريع من خلال ميول الشارع، وإذا احتاجت صيانة في المستقبل لا يؤثر ذلك على انسيابية الحركة في الشارع. من جهته، يرى المهندس حسن النجار – مهندس مدني، إن شبكة الصرف الصحي لو أنجزت ستساهم في إنقاذ شوارع جدة وأحيائها من الغرق في مياه الأمطار، وستكون مساعدة في تصريف المياه، بشرط أن تنفذ وفق المعايير الهندسية المطلوبة في شبكات الصرف الصحي المعمول بها في العالم. وأضاف: دفعت الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة، الأمانة إلى إغلاق أنفاق مهمة بعد أن أدت كميات مياه الأمطار المنقولة إلى داخله إلى ارتفاع مستوى المياه بشكل فاق طاقة مضخات التصريف، ما حول الأنفاق نفسها إلى جزء من المشكلة بعد إصابتها بالشلل التام، ويجب إخضاع تلك الإنفاق للفحص الهندسي لتشخيص المشكلة وإيجاد الحل. إلى ذلك، بين عدد من الأهالي، أن المشكلة تتكرر بشكل دوري كل ما هطلت الأمطار على المحافظة، وفي المقابل تعد الأمانة بعدم تكرار الكارثة، إلا أن التصريحات المسؤولين تغرق مع الأمطار، وأضافوا: تركت الأمانة الشوارع الداخلية التي لا زالت حتى اليوم رغم مرور أربعة أيام على هطول الأمطار تغرق في بحيرات دون أن تحرك ساكناً، مستغربين وقوع الأمانة في الخطأ نفسه في كل مرة دون أن تضع حلولاً، وقال:" إغلاق أنفاق حيوية داخل المحافظة دفعة واحدة خلال فترة وجيزة يؤكد مدى الشلل الذي أصاب مفاصل الأمانة وأدى إلى عدم قدرتها على التعامل مع المشكلة.