أكد ل «عكاظ» عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي أنه يجب صرف الزكاة للمتضررين من كارثة سيول جدة لا سيما المحتاجين، معتبرا أن ذلك من أوجه الزكاة وقال «إغاثة المهلوف الذي وجد في حالة ضرر والقيام بإعانته يعد من فروض الكفايات، إذا وجد المغيث ما يستطيع به إنقاذ المتضررين». وأوضح الحكمي أن الحكم الشرعي في مثل هذه الحالات يكون على الوجوب على سبيل الكفاية، مضيفا «إذا لم يقم من يكفي بذلك أثم الجميع وهذا معروف في قواعد الشرع». وأضاف «إغاثة الملهوف سواء الحريق، الغريق، أو الموشك على الهلاك فرض كفاية، أما مسألة التعويض والمساعدة فإنها تدخل في باب الصدقات والحسنات وينبغي للقادر أن يساعد بقدر ما يستطيع». وندب عضو هيئة كبار العلماء التجار والموسرين إلى مد يد العون والمساعدة للمتضررين من سيول جدة خصوصا منهم المحتاجون، مستدلا بالوقائع التي تزخر بها السيرة النبوية». وأفاد الحكمي بأن إعانة التجار للمتضررين واجب «إذا وصل الحال إلى الحاجة الشديدة لإنقاذ حياة الناس ورفع الضرر عنهم»، مضيفا «يجب على القادر أن يعطي إذا حصل ضرر شديد». وزاد «المبادرة إلى إغاثة المحتاج وسد حاجته يدخل في باب الندب المؤكد، وإذ وصل الأمر إلى درجة الضرورة وأنه لا استقامة لمعيشة الناس بشكل صحيح إلا بذلك فعندئذ يكون الحكم واجبا «في حال عدم وجود القدرة من بيت مال المسلمين أو ولي الأمر». من جانب آخر، أفتى عضو هيئة كبار العلماء الدكتور يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين بحرمة استغلال المتضررين في كارثة سيول جدة برفع أسعار المؤن والخدمات التي يحتاجون إليها. وحض الباحسين في حديث إلى «عكاظ» التجار وأصحاب المحال بالوقوف إلى جنب إخوانهم، مذكرا إياهم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على وجوب التكاتف ومساعدة الآخرين خصوصا المتضررين. وقال «لا ينبغي للتجار ومقدمي الخدمات استغلال ظروف المحتاجين وعوزهم»، مضيفا «لا يحسن هذا من المسلم والمطلوب مراعاة وضع المحتاجين والوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم». وأضاف «إذا لم يستطع البيع بسعر التكلفة فلا يبالغ في زيادة الأرباح، واستغلال حاجة المسلمين لا تجوز»، مشيرا إلى أن أقل الواجب تجاه هؤلاء عدم زيادة الأسعار عليهم في حال لم يتم التنازل عن الأرباح». وبين الباحسين أن مسألة ضبط الأسعار راجع لولي الأمر «التنسيق في هذه الحالات يعود لولي الأمر، فضلا عن عدم جواز استغلال ظروف وأحوال المتضررين». ودعا عضو هيئة كبار العلماء الموسرين والتجار إلى الإحسان إلى المحتاجين ومد يد العون لهم «لا شك أن الإنسان الذي يعين أخاه يؤجر على ذلك». واستشهد بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على فضل إعانة المحتاجين كقوله صلى الله عليه وسلم «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، مشيرا إلى أن الأحاديث الواردة في هذا الشأن كثيرة. وعاد ليؤكد القول «ينبغي على التجار والباعة ألا يستغلوا مثل هذه الظروف فيرفعوا الأسعار على الآخرين الذين هم في مثل هذه الحالة»، مشددا على أن الدولة لم تقصر في وضع الحلول لهذه التجاوزات وتلافيها. وأكد الباحسين أن الإحسان إلى الناس وقت الأزمات أكثر أجرا من فعل الخير في أوقات الرخاء «كل ما كانت الحاجة أشد كلما كانت الأجور أكثر».