حدد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الشيخ عبد الله المنيع أربعة أعوام للمفقودين في سيول جدة، فإن لم يظهروا يحكم بموتهم، وإن فقد الأمل في ظهورهم قبل انقضاء تلك المدة، فيمكن لزوجاتهم فسخ العقد، وتوزيع إرثهم، وكل ذلك بحسب رؤية القاضي. وندد الشيخ المنيع باستغلال المتاجرين بمصائب الناس والمجتمع، مؤكدا في تصريحه على تأثيم من يستغل كارثة أمطار جدة لرفع الأسعار سواء في المعيشة أو الشقق المفروشة، ويعد كسبه مالا حراما لأنه أشبه بالمال المغتصب، وأكل أموال الناس بالباطل، ومرتكبه ظالم لأخيه المسلم، خاصة أن هؤلاء يستغلون تلك المصائب فيتحايلون على المتضررين.. وأوضح المنيع أن تلك الفعلة مخالفة للشريعة الإسلامية التي نادت بمساندة المسلم لأخيه وقت الشدائد والمحن، وربطت إيمان الشخص بمدى حبه لأخيه، كما جاء في الأحاديث النبوية: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». وطالب الشيخ المنيع أولئك المستغلين بتقوى الله، والتعاون مع الجهات الحكومية المختصة لرفع الضرر عن إخوانهم، وأن يعززوا جانب التكافل الاجتماعي الذي دعا إليه الإسلام، ممتدحا الجهود المبذولة من المتطوعين في خدمة إخوانهم المنكوبين، وهو ما يمثل الخلق الإسلامي النبيل، الذي يدعو لإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج والمتضرر، معتبرا أن المساعدين لغيرهم في أوقات المحن نوع من الجهاد في سبيل الله، ويثيبهم الله ويضاعف أجرهم إن أخلصوا النية. وطالب المنيع كل من يجد في نفسه القدرة المادية أو البدنية بمد يد المساعدة للمنكوبين في سيول جدة.