طالب أعضاء من هيئة كبار العلماء بضرورة استخدام الحكمة في دعوة الناس ووعظهم، معتبرين أن ذلك أساس في المنهج النبوي الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة استخدام الترغيب الذي يكون أقرب إلى إفهام العقل في الوعظ والنصيحة. ورأوا أن تمثيل الجنائز والتكفين لوعظ الطلاب، يعتبر تخويفا وليس من الحكمة، كما أنه لا أصل له في الشرع، داعين للاكتفاء بما ورد في المنهج الصحيح وعدم الزيادة عليه، وهو الوعظ بالأحاديث وكلام أهل العلم. وقال عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان «لا أعلم لهذا أصلا؛ فالوعظ والتذكير يكون بالآيات والأحاديث وكلام أهل العلم». وبين الفوزان: «إن كان المراد بذلك التعليم، فالتعليم أيضا يكون بالطريقة التي توارثتها الأمة ببيان الأحكام الشرعية بأدلتها من الكتاب والسنة»، مشيرا إلى أن «تغسيل الميت وتكفينه والصلاة عليه وحمله ودفنه، كل ذلك مفصل في كتب الفقه التي تدرس في المساجد والمدارس». إلى ذلك، اعتبر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور يعقوب بن عبد الوهاب الباحسين، أن تمثيل الجنائز تخويف وليس نافعا، موضحا أن بعض الناس يجتهدون في إيجاد وسائل للوعظ، معتقدين أن في ذلك تذكير بالآخرة، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه توجد وسائل أفضل من هذه الطريقة. وذكر الباحسين أن المنهج النبوي جمع بين الترغيب والترهيب في الدعوة، مستدركا «إلا أن الترغيب أبلغ في إفهام العقول وله أثر كبير في بيان الدعوة والوحدانية ووجود الله، وبيان وضع المشركين وعبادة الأصنام والتنفير منها، فيستعمل الأسلوب العقلي في بيان ذلك». ووافق عضو هيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس حكمي رأي الفوزان والباحسين، موضحا أن الدعوة مبنية على الترهيب والترغيب؛ لأن آيات القرآن والأحاديث النبوية تزخر بالحديث عن المصير. واعتبر الحكمي أن التكفين وحمل الجثمان وخاصة في أوقات الصباح ولطلاب المدارس ليس الوسيلة الأمثل للوعظ، موضحا أن السنة النبوية جاءت بالتذكير القولي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة). ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أنه ينبغي مراعاة الوسائل التي تستخدم في الوعظ، مشددا على ضرورة مراعاة الظروف واختلاف الوسائل باختلاف الفئة التي توجه إليها الموعظة؛ فالشباب الصغار الأولى ويجب أن تتخذ معهم وسائل غير هذه؛ كالوعظ بنصوص الشرع والتذكير القولي، كما يوجهون بما حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة). وأوضح الحكمي أن «المبالغة في هذا قد لا يكون مستحبا، وإذا كان لابد فليذكروهم بما ورد في الحديث المشار إليه، مشيرا إلى أن «اختيار الوقت والمقام المناسب للوعظ مطلوب خاصة إذا كان في بداية النهار ومع شباب صغار»، مشددا على أن «الوعظ يكون بالحكمة واختيار الوقت والمقام والمكان واختيار ما يناسب كل حال». وأرجع عضو هيئة كبار العلماء السبب في استحباب استبدال ما حصل بزيارة المقابر إلى أمرين؛ الأول الدعاء للأموات، والثاني معرفة أن هذا مصير كل حي.