في حوادث المرور، الحرائق، والإنقاذ، تجد المتجمهرين الفضوليين حاضرين، ومع وصولهم إلى مكان الحادث، تأبى أعينهم إلا أن تشاهد كل الأطراف، يتجولون يمنة ويسرة، فلديهم الفضول لمشاهدة كل شيء «عين هنا وعين هناك»، غير آسفين ولا آبهين لما يسببونه من مضايقات لرجال الأمن والإنقاذ، ومنعهم من أداء مهماتهم في المساعدة والإنقاذ. ويشكو رجال المرور، الدفاع المدني، والهلال الأحمر، من التجمهر حول أماكن الحوادث، مما يعوق أعمال فرق الإنقاذ من مباشرة الحوادث وإنقاذ المصابين، فما أن تباشر فرقة من هؤلاء مهمات عملها، حتى يفد العشرات بل والمئات حول الضحية، أو الحادث بصفة عامة، فيعوقونهم عن أداء عملهم بالقدر المطلوب. يقول ناصر محمد الشهراني: «إن غياب برامج التوعية من أقوى أسباب تفشي هذه الظاهرة، ولا يمكن لأي فرد أو جهة أهلية منفردة، أن تبث هذا الوعي بمفردها ما لم تعززها الجهات المسؤولة نفسها، ببرامج جادة لإقصاء الناس عن هذه الفضولية». أما فايز هادي الشهراني فقال: «للإعلام دور مهم في هذا الجانب، من حيث توعية المواطنين والمقيمين بسلبية هذه الظاهرة»، وتساءل الشهراني عن كيفية وصول رجال الأمن أو المسعفين إلى الضحايا في الوقت المناسب بسهولة، وكيف يمكن إنقاذ مصاب في دقائق معدودة وهو محاط بعشرات الفضوليين، الذين يمنعون عنه الماء والهواء، ويقفون حائلا دون وصول فرق الإنقاذ. وأضاف «إن تكثيف جرعة التوعية ضرورة تخدم رجال الأمن والإنقاذ سواء كانوا من الهلال الأحمر أو الدفاع المدني أو المرور». يحيى الغامدي، ياسر الشهري، وإبراهيم القرني، قالوا إنهم لا ينسون حريقاً وقع قبل أشهر في أحد المحال التجارية الكبرى، وقد التهمت النيران جوانبه وقضت عليه وربما لو لم يتجمهر الفضوليون حول الحريق لتحكمت فيه فرق الدفاع المدني والإنقاذ وسيطرت عليه بسرعة؛ إذ حال أولئك المتفرجون دون أداء فرق الدفاع المدني أعمالهم بيسر وسهولة. ويرى سعود الشهراني، ضرورة سن وتطبيق أقصى العقوبات بحق هؤلاء المتجمهرين المتسببين في تعطيل المسعفين، الأمر الذي ربما يعجل بوفاة مصاب قبل وصول فرق الإنقاذ وإجراء الإسعافات الأولية له. مصدر في الدفاع المدني في بيشة أقر بإعاقة التجمهر أعمال رجال الدفاع المدني، في مباشرة الحوادث على الوجه الأمثل، مهيباً بالجمهور عدم الوقوف حول أي حادث، وإفساح الطريق للفرق المختصة لإنجاز مهماتها، فربما كان هناك مختنق يحتاج فقط لأكسجين، أو نيران تحتجز أحد الضحايا يمكن للدفاع المدني أن يزيحها عنه إذا أدى مهمته في الوقت المناسب. من جهته، قال مدير إدارة المرور في بيشة المقدم ظافر القرني، إن تجمع الفضوليين أثناء مباشرتهم للحوادث، يحول بينهم وبين الوصول إلى الموقع في الوقت المناسب بسبب إغلاق الفضوليين الطرق في كثير من الأحيان، مما يؤخر وصول خدمات الإسعاف والإنقاذ للمصابين، إضافة إلى عرقلة حركة السير، وتعرض المتجمهرين أنفسهم لحوادث دهس نتيجة الازدحام والفوضى، التي تعرض حياتهم للخطر.