كشفت مصادر مطلعة أن صادرات المملكة من المشتقات البترولية، والبضائع الاستهلاكية وغير الاستهلاكية التي تخرج من ميناء جدة الإسلامي متوقفة منذ السبت الماضي بسبب انقطاع الكهرباء عن المبنى الخاص بإجراءات البضائع الصادرة. وتوقف جميع التعاملات الإلكترونية في المبنى، بعد أن تسببت كميات المياه المتسربة في الميناء في إحداث أضرار بالغة بالشبكات الكهربائية. وعلى الفور سارع المسؤولون في الميناء، حتى ساعة إعداد الخبر، إلى تشغيل المولدات الاحتياطية لربط أجهزة الصادر به، تمهيدا لإعادة العمل إلى وضعه الطبيعي، في حين أنهت الجمارك الحالات الطارئة والعاجلة الخاصة بصادرات المملكة لحين تسوية الوضع، وذلك من خلال استخدام أجهزة حاسب آلي مرتبطة بمعلومات وبيانات الصادر في مواقع متفرقة من الميناء. ويتمثل الحل النهائي، في حال استمرار الوضع كما هو إلى اليوم، في اللجوء إلى ما اسمي ب«الحل الطارئ»، الذي يتضمن نقل قسم الصادر بأكمله إلى موقع آخر حتى تتم تهيئة موقعه الأساسي، ومعالجة الأضرار التي لحقت به من السيول. وأكد ل«عكاظ» رئيس لجنة المخلصين الجمركيين التابعة لغرفة تجارة وصناعة جدة إبراهيم العقيلي، أن جميع معاملات الصادرات متوقفة بسبب انقطاع الكهرباء عن المبنى. وقال إن مسؤولي وموظفي الميناء والجمارك يبذلون أقصى جهدهم لحل الأزمة خلال ال 24 ساعة المقبلة، فالجمارك تعاملت بإيجابية بالغة مع الحالات الطارئة منهية إجراءاتها. ومضى يقول: إن مدير ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر طحلاوي يتابع الموقف، وقد تم إنهاء أكثر من 90 في المائة من المعوقات التي تواجه عمل الصادرات والواردات على حد سواء، بسبب كثافة الأمطار والسيول الكبيرة التي شهدها الميناء لأول مرة بهذه الكمية غير المسبوقة. ولم يتوقف الوضع عند هذا الحد، بل وقعت غرفة تجارة وصناعة جدة في نفس المأزق، حين بقي قسم التصاديق مغلقا طوال الأيام الثلاث الماضية، وتضررت الخطوط الهاتفية الأرضية من جراء السيول التي اجتاحت جدة، وعلى الفور جرى عقد اتفاق جانبي بين مسؤولين في الغرفة والجمارك يتضمن قيام الأخيرة بتمرير بعض الإجراءات وليس كلها دون أخذ تصاديق من الغرفة، وفي حال حضر صاحب الشأن أو وكيله الرسمي يتم أخذ الموافقة مع اعتماد التوقيع. وكانت غرفة جدة قد أغلقت مبناها بما فيه قسم التصاديق منذ بدايةالأسبوع الحالي، بسبب تعرض أنظمتها الآلية إلى التوقف، ولم يعرف بعد حجم الضرر وما إذا كانت الغرفة قد فقدت معلومات عن منتسبيها أم أن المشكلة تكمن فقط في انقطاعات التيار الكهربائي.