يعيش كثير من المواطنين في جدة حالة من الحذر الشديد بعد أن كشفت سيول العام الماضي عن ضعف شبكة التصريف وغرق العديد من الأنفاق بالمياه لعدة أيام، فيما تؤكد الأمانة أن تجاربها للتأكد من كفاءة الأنفاق أثبتت جاهزيتها تماما لموسم الأمطار. ويرى المواطنون أن فترة العام كانت كفيلة بإصلاح الأخطاء وعدم ترك الأمور للظروف والبيروقراطية وعدم صرف الاعتمادات المالية، لا سيما أن الأمانة تعمد إلى إحداث مناقلات في الميزانية إذا أرادت ذلك بمبررات مختلفة. ويقول سعد موفق وخالد الواحدى: ما حدث في نفق الملك عبدالله بشارع ولى العهد العام الماضي كشف عن خلل فادح في تنفيذ شبكة التصريف في النفق. ونتمنى أن يكون قد تم التغلب على هذه المشكلة. واستغربا تبريرات الأمانة لهذا الوضع وقالا: من المفترض أن يخضع أي مشروع قبل دخوله الخدمة إلى سلسلة من التجارب العملية تؤكد جدواه بدلا من ان نترك الأمر للظروف، كما يحدث في كثير من الأحيان بدعوى أن المملكة قليلة الأمطار. واستذكرا ما قاله أمين جدة السابق من أنه لا داعى لإنفاق مليارات الريالات على شبكة التصريف ما دامت لا يتم الحاجة لها إلا كل عدة سنوات. وقال حسين عبدالله بافضل: يجب أن تحدث انتفاضة حقيقية في معدلات انجاز المشروعات في مدينة جدة على جميع المستويات. وأضاف لا يكفى على الإطلاق أن يعمل المقاول في مشروع لعدة سنوات في حين لو توفرت الاعتمادات اللازمة لأنجز المشروع في فترة زمنية قصيرة. وأضاف أن أزمة مشروعات جدة سواء في الأنفاق أو في غيرها هى أزمة أخلاق بالدرجة الأولى. وأضاف أن من بديهيات تنفيذ الأنفاق التأكد من قدرتها على تصريف الأمطار وعدم ترك الأمر للظروف كما حدث العام الماضي. وتساءل عن حفر تصريف المياه في اغلب الشوارع مطالبا بحلول جذرية لهذا الأمر الذى يهدد بحوادث في حالة هطول امطار غزيرة. مخاوف من كارثة يقول وليد الحسني إن المشروعات التي تشهدها مدينة جدة تنعم بالمماطلة مما ينذر بحدوث كارثة قد تكون أكبر من التي قبلها مع اقتراب موسم الأمطار، ويقول دايس الزهراني لم نر أي سرعة في تنفيذ المشروعات والهبوطات الأرضية، التى كثرت بشكل ملحوظ مع زيادة المشروعات. وتساءل كل من بندر العتيبي وحاظر الغامدي عن سبب المماطلة، التي تشهدها مشروعات جدة على الرغم من التحذير من موسم الأمطار مطالبين المسؤولين بالنظر في الوضع ووضع الحلول للأزمة لتفادي كارثة العام الماضي، ويقول كل من ظاهر الحسني وعلي الشهري: لقد رأينا ما كشفته الأمطار من عيوب في تنفيذ مشروعات للأنفاق بمئات الملايين فهل تم محاسبة أحد على هذه الكوارث والأخطاء الفادحة أم أن الأمر مر مرور الكرام، معتقدًا أن بقاء الوضع كما هو عليه ينذر بكوارث أكبر. وأضاف: نحن لا ننتقد كثرة المشروعات وانتشارها في شوارع جدة الرئيسية والفرعية بل نريد الجدية فيها وسرعة إنجازها من المقاولين، وهذا لن يكون إلا إذا شعر أصحاب المسؤولية بمسؤوليتهم. من جهته أبدى سيف الشربتلي النائب العام لمدير مجموعة شركات الشربتلي تفاؤله الشديد بالموسم القادم، معربًا عن أمله في أن تكون الفترة الأخيرة أسعفت العاملين والمسؤولين لتعديل الأخطاء خاصة في مشروعات الأنفاق والجسور. ونوه بالجهود، التي بذلت في تجفيف بحيرة الصرف الصحي شرق الخط السريع، التي كانت مصدر قلق وإزعاج كلما هطلت الأمطار، مهيبا في الوقت نفسه بالمواطنين التعاون مع جميع الجهات لمناقشة الحلول بموضوعية ومرونة. ----------------------- بافهيد: اغراق الأنفاق بالمياه للوقوف على جاهزيتها أغرقت أمانة محافظة جدة عددًا من الأنفاق بالمياه المعالجة وذلك للوقوف على جاهزية مضخّات شفط المياه بها في حالة هطول أمطار غزيرة خلال الموسم الحالي. وأكد المهندس سعيد بافهيد مدير عام مشاريع الجسور والأنفاق بأمانة جدة أنّه تم إغراق نفقي الأمير ماجد وحراء بمياه 12 وايتًا 19 طنًا وخلال عشر دقائق اختفت المياه. وأضاف تم عمل اختبارات على الأنفاق وذلك من خلال إحضار وايتات مياه تتراوح ما بين 10 إلى 30 وايتًا لإغراق النفق دفعة واحدة بعدها تقوم المضخات بالعمل وشفط المياه، ويتم احتساب الفترة الزمنية لشفط المياه وكميتها. وقد تم عمل اختبار قبل أيام على نفق تقاطع الأمير ماجد مع حراء باستخدام 12وايتًا سعة 19طنًا وإفراغ جميع المياه داخل النفق وخلال أقل من 10دقائق تم شفط المياه من داخل النفق بالكامل مشيرًا أن هذه الاختبارات يتم تنفيذها بين الفترة والأخرى للوقوف على الاستعدادات وجاهزية المضخّات وتشغيلها كنوع من الصيانة لها وفي حالة وجود ملاحظات يتم حل المشكلة على الفور . وفي سياق حديثه " للمدينة " قال بافهيد: إن نفق الامير ماجد مع حراء يوجد به ثلاث مضخات لسحب المياه من داخل النفق سعتها 140 لترًا في الثانية ونفق تقاطع الستين مع التحلية يوجد به 8 مضخات سعتها 40 لترًا في الثانية. وأرجع بافيهد غرق نفق الملك عبدالله العام الماضي إلى شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول في المناطق المحيطة حول النفق مثل حي الشرفية والاحياء الاخرى. وأدى عدم استيعاب كمية الامطار إلى انتقالها للنفق مع كمية مياه أخرى قادمة من الشرق مما أدى إلى غرق النفق بالرغم من عمل المضخات بصورة جيدة. واستشهد على فاعلية المضخات أنه خلال 24 ساعة تم سحب جميع المياه داخل النفق نافيا أن تكون المضخات خارج الخدمة في ذلك الوقت كما زعم البعض . ---------------------- سمان والمحمدي: أزمة أنفاق جدة تكمن في قنوات التصريف أكد الدكتور تميم سمان رئيس قسم الهندسة المدنية المكلف بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ان الانفاق التي امتلأت بالماء خلال الامطار والسيول التي اجتاحت جدة في العام الماضي لا تعاني من مشكلة هندسية في التصاميم او لعدم احتوائها على قنوات للتصريف. كما ادعى البعض . وارجع ما حدث الى مشكلة في قنوات التصريف وربما عدم اجراء الصيانة المطلوبة بالشكل الكافي مشيرا الى ان هذه المشاريع خضعت اثناء انشائها لدراسات عالية وقدرت لها تكلفات مالية باهظة معربا عن امله في تحرك كل جهة للنهوض بمسؤوليتها كاملة . واشار الى اهمية وضع حلول جذرية لمشكلة الزحام في طريق المدينة باستحداث طرق موازية له. وارجع المهندس عبدالعزيز المحمدي امتلاء بعض الانفاق الى سببين رئيسيين اما انسداد القنوات التصريفية بطريقة اواخرى وعدم خضوعها لصيانة مستمرة او ان قدرتها الاستيعابية اقل من المياه التي غمرتها موضحا انها من الناحية الهندسية لا تعاني من اية مشاكل. ------------------------ اقتراح بإنشاء قنوات تصريف قبل النفق وعلى الجهات المقابلة اقترح مدير عام فرع الهيئة السعودية للمهندسين بمنطقة الرياض المهندس صالح بن صالح باحشوان طريقة جديدة لحل مشكلة تصريف مياه السيول والأمطار عبر أنفاق الطرق الرئيسية . ورأى المهندس باحشوان في تصريح صحفي نشر مؤخرا أن الحل يكمن في تدارك دخول أكبر كمية من المياه إلى النفق من خلال عمل قنوات تصريف مياه قبل النفق وعلى عرضه (شاملاً خطوط الخدمة) وعلى جهتي النفق المتقابلتين، وقال ان هذه القنوات تعترض مياه الأمطار عند اتجاهها إلى النفق بحيث تتلقى المياه عند مداخل النفق وتوجهها إما إلى نفس الجهة التي تضخ إليها المضخات الموجودة أسفل النفق أو تصريف السيول أو في حال عدم وجود شبكة تصريف سيول يتم حساب حجم النفق عند امتلائه بالمياه وتوجيه المياه المارة في القنوات المنفذة قبل النفق إلى خزانات تكون في منطقة بعيدة عنه، ويمكن الاستفادة من تلك المياه في الري على أن ينفذ عدد اثنتين أو ثلاث قنوات، الأولى تبعد عن النفق بمسافة 300 إلى 500 متر والثانية عن الأولى عشرة أمتار والثالثة(إن لزم) عن الثانية عشرة أمتار وتكون القناة الواحدة بعرض الشارع شاملاً خطوط الخدمة وبطول مناسب وعمق لا يقل عن متر تصب فيها المياه المتجهة إلى النفق. وفائدة تلك القنوات انه عند تجاوز المياه القناة الأولى فتتلقاها القناة الثانية وبعدها الثالثة.ويتم صنع تلك القنوات مسبقاً، من الخرسانة على أن تكون جاهزة قبل التنفيذ، مع ضمان سرعة الحفر والتنفيذ وتغطى بغطاء خرساني أو حديد مجلفن بسماكة عالية وبفتحات صغيرة لا تضر المارة أو إطارات السيارات على أن تكون الأغطية قابلة للنقل لأعمال الصيانة والتنظيف.ودعا الى رفع القواطع الكهربائية في الأنفاق بعيدا عن الأنفاق أو إلى مستوى فوق النفق حتى لا تصل المياه إليه فيمنع عملها.