رغم ما يقال من أن الوفاء من المستحيلات الثلاث (الغول، والعنقاء، والخل الوفي) إلا أن الأيام تثبت حينا بعد حين أن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخير، وأن الوفاء لا زال متوفرا بين الخلص من الإخوان أو الأصدقاء ولو بنسبة محدودة تذكر الآخرين بأفضل الشمائل، وتعترف بما لهم قيم، وقيمة، وأمجاد تشهد لهم بها إنجازاتهم وما لهم من إبداع. أخي الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» منذ عرفته من نصف قرن أو يكاد وهو الإنسان القريب من القلب، والصديق الذي تشهد له مواقفه بوفائه لخلانه، وزملائه، وللقيم الإنسانية. وفي كتاب وجدته بين معروضات المكتبة التي كنت أتجول بها ذات مساء في جدة، جسد أخي الأستاذ خالد بن حمد المالك أجمل صور الوفاء فيما تضمنه الكتاب الذي أصدره بعنوان: للتاريخ .. ولغازي القصيبي. وفي تقديم الكتاب جاء فيما كتبه معالي الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر: الوفاء صفة مضيئة، تأتي عادة من نفس رضية، وروح صافية، وكلما تعددت الجوانب التي يأتي عن طريقها الوفاء، وعمقت منابعه، دل على إخلاص وعدم تصنع، وهذا ما شعرت به وأنا أتابع صفة الوفاء في ما أبداه الأخ العزيز خالد بن حمد المالك، فهو لم يضع زهرة واحدة في التفاتته لمسيرة الفقيد الأخ الأستاذ الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، فكرا وعملا، وإنما نقل روضا كاملا من الزهور في أوقات متعددة ومتتالية، قبل وفاته رحمه الله وبعد وفاته، وموقعه على رأس صحيفة سيارة عملاقة، مع أعضاء كفايتهم متميزة، أتاح له ولهم أن يشع أنوارا وهاجة محقة على أعمال غازي وفكره وروحه. لقد كان هذا الوفاء، ومحوره غازي، مبديا وطنية فائقة، لأن غازي ظاهرة وطنية متميزة، ومبديا خدمة للوطن بأكمله عندما يشيد بالتميز الباهر الذي حبا الله به هذا الوطن الغالي، إنه وفاء للإنجاز، ووفاء للإبداع، ووفاء للأمانة، ووفاء للفكر المتميز، ووفاء للرجولة التي وهي تسير نحو الهدف الخير لا تلين، ولا تتهاون، ولا تأكل، تمشي على العشب وتمشي على الشوك، رافعة رأسها نحو الهدف، لا يهمها كلمها الذي يدمي. ويقول الأستاذ خالد المالك في المقدمة: أصدقكم القول بأن ما كتبته عن غازي القصيبي معتمدا على ذاكرتي عن سنوات مثيرة من عمله وعطاءاته لا يمثل كل المحطات التي توقف الناس فيها مبهورين بهذا الثراء من الأعمال والأفكار والإنجازات التي تميز بها الراحل الكبير في حياته، وأن غازي خلال ما أنجزه في مواقع المسؤولية المتعددة، وما قدمه من شعر ورواية وقصة وغيرها، إنما يمثل ظاهرة غير عادية لأننا لا نجد شخصا آخر يتمتع بمثل هذا التنوع والمواهب كما هي لدى الفقيد. وسنحتاج إلى سنوات كثيرة وإلى جهد تقوم به مجموعة من الباحثين وأعداد من المتخصصين للتعرف على هذه الشخصية غير العادية في جوانب تميزها وتفردها وتنوع اهتماماتها، إلى جانب ما كانت عليه هذه الشخصية من التزام صارم وتمسك شديد بمجموعة من المبادئ والقيم التي لا تتنازل عنها ولا تتسامح فيها ولا تساوم عليها، وغازي في كل هذا مثله مثل كل الرجال التاريخيين الذين ماتوا من دون أن يتخلوا عن المبادئ والقيم التي آمنوا بها. تحية لأخي الأستاذ خالد المالك الذي يثبت في كل مناسبة أنه من أوفى الناس لكل من يعرف كبيرا كان أو صغيرا، زميلا أو حتى مجرد مراسل صحافي أو آخر جار في هذه الديار. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الزخرف: «للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة». وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». شعر نابض: وتركك في الدنيا دويا كأنما تداول سمع المرء أنمله العشر. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة