وفاءً لذكرى مبدع الكلمة وفارس الإدارة الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي أصدر معالي الأستاذ والأديب المتميز عبد الرحمن السدحان كتاباً ضم بين دفتيه نماذج مختارة مما كتب عن الفقيد بعد وفاته نثراً ونظماً وجاء الكتاب في 464 صفحة عكست عظمة الرجلين المحتفي والمُحتفى به من خلال الاختيار الدال على علو الذائقة الأدبية لدى الأستاذ السدحان وكأنه طاف في حديقة غنَّاء ليخرج منها بإكليل من أجمل ورودها وأزاهيرها. يقول الأستاذ السدحان في مقدمة الكتاب: وصف فقيد الوطن وقلعة الإبداع الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي - رحمه الله - ذات يوم بأنه استثناء وقد كان حقاً وصدقاً استثناء عبر ما عُرف عنه وبه من صفات وقدرات وسيرة حياة. كان التفوق رفيق مشواره الطويل منذ أن نطق شعراً في ربيعه التاسع مروراً بمراحل التعليم المختلفة ليعين أستاذاً جامعياً فرئيساً لقطاع السكة الحديد ثم حمل «وزر» أكثر من مهمة وزراية صعبة قبل أكثر من أربعين عاما بدءاً بتوليه حقيبة الصناعة والكهرباء فحقيبة الصحة ثم في وقت لاحق حقيبة المياه والكهرباء قبل أن ينتهي به المطاف في وزارة العمل بدءاً من عام 2004 وانتهاءً في 2010م. وقد قسم السدحان الكتاب إلى 3 فصول.. الفصل الأول ضمنه ما كتب في رثاء الفقيد نثراً.. والفصل الثاني مختارات مما كتب عن الفقيد من مراثٍ شعرية.. والفصل الثالث جاء بعنوان: غازي يرثي نفسه وضمَّنه نصوصاً شعرية رثى بها المبدع الفقيد غازي القصيبي نفسه وودع بها دنياه ووطنه. وزيّن الغلاف الأخير للكتاب مقطوعة من قصيدة غازي الجميلة حديقة الغروب التي رثى بها أيام دنياه الفانية وودع بها بلاده بأروع ما يمكن أن يودع بها إنسان بلاده وبلهجة المؤمن المحسن ظنه بالله اختتم غازي هذه القصيدة بمناجاة ما أعذبها من مناجاة، وهذا الكتاب إضافة جميلة ويد أسداها الأستاذ عبد الرحمن السدحان للمكتبة السعودية خصوصاً في زمن تكاثرت فيها الضباء على خراش الذاكرة وقد ننسى ما قاله مبدعون أوفياء في وداع زميل لهم كان قمة في الوفاء والإبداع. الكتاب صدر عن مكتبة العبيكان وسيكون في الأسواق متزامناً مع الذكرى الأولى لوفاة الفقيد غازي القصيبي الذي وافاه الأجل في الأيام الأولى من شهر رمضان العام الماضي.