تقريبا، هذه الدورة الدرامية للمسلسلات الخليجية، غالبيتها تقدم لنا رسالة اجتماعية بعيدة عن واقعنا، فحواها عبارة عن «غزل.. وتضييع للوقت وبالعامي (دجة)»، وتمرر لنا صورة الإنسان الخليجي رجلا وامرأة نماذج سلبية موجودة بيننا، لكنها ليست بهذا السوء، وتكثيف الصورة هنا دلالة افتقار الوعي لخطورة الناتج التراكمي لهذا التكثيف. مثلا، «مسلسل تو النهار» الحاصل على معدلات مشاهدة مرتفعة، لا يوجد فيه ما يطرح عدا الترف والمعاكسات وحشوه بحشد «غير محدود» من الشابات في مقابل «عدد محدود» من الرجال، تنهمر الصبايا المتولهات في البحث عن لحظة تفرغ لهن من فحول المسلسل، الذي لا يوجد لدى أبطاله سوى البحث والمطاردة والتحري عن بعضهم البعض..! بشكل عام، ليست مشكلة أن يفحص الخط الدرامي التفاصيل الدقيقة للتفاعلات بين أقطاب الحياة (ذكور / إناث).. وتتقاطع ملامح العلاقات الإنسانية، وتمنحنا إطلالة على طرائق ووسائل إدارة الحياة والتجارب غير الموفقة والعودة عنها أو تصويب الخطوات، المشكلة هي تقديم المجتمع على أنه لا هموم له سوى أن يغازل أفراده بعضهم البعض، ويكرس الملذات والبحث المضني عنها بلا توقف، وإغلاق صفحة البحث عن إنسان إلى آخر، والتنقل هكذا كأن الحياة لا ثبات ولا استقرار فيها. ما هي الرسالة، وماذا يضخ في وعي المشاهد، هل هو أن التعدد أصبح سائدا والفوضى عارمة في حياة الناس، أي قصد ورسالة تحملها دراما اليوم، وهل يعي كتاب النصوص أن غياب التوازن يعني رسم صورة الإنسان السلبي على أنه النموذج والعادي والتقليدي والمتوفر، ولا يوجد عداه وأهواءه وملذاته وسخافاته وتفكيره السطحي.. أين قيمة الحياة والناس والوقت والمعاني السامية التي يفترض أن تتبناها وتقدمها الدراما للمجتمع، تشكيل الوجدان الجمعي يحتاج التخطيط لكتابة سيناريو يحمل في اعتباراته أن الحياة تحتمل الكثير، وحتى لو لم يتوافر القدوة والنموذج الأمثل علينا (افتراضه) في المشهد، حتى لا يتسم المضمون بأقصى درجات السلبية. متى يخرج كتاب السيناريو من «قماقمهم».. ويتوقفون عن سلق المنتج الدرامي، ويقدمونه كما يليق بنا وبمقدرات الخليج وهذا الزخم من النمو والتطور والتقدم إلى الإمام، إذ لا ألمس أي توظيف لما يتوافر من حولنا، وحتى الآن تعجز الدراما عن عكس الإيجابي المستجد في الخليج وإنسانه، وتمعن في تقديمه بصورة مزرية تحط من قيمته وحراكه ومكتسباته التراكمية الإنسانية والثقافية، وحتى على مستوى موروثه العريق!! هل يوجد وعي للجيل الجديد من كتاب الدراما بما يمور في المشهد العام وما يحيط بمنطقة الخليج، أصبحت الأعمال مختلطة اللهجة والزي، مشوهة المحتوى، وتفتقر للمصداقية! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة