شتان بين المرأة الخليجية في الفن.. والمرأة الخليجية في الواقع! وشتان بين النساء السعوديات ونساء القصص التمثيلية! وشتان بين الدراما الخليجية والدراما في كل بلاد الدنيا! إن ما يجري الآن باسم الفن الخليجي يدخل ضمن فصول مسرحية هزلية تعرض مهازل لا علاقة لها بالمواهب! ما يجري في الفن الخليجي يحتاج إلى جراح خبير ينجح في استئصال أورام التضخم بالتفاهة والسطحية والانفعالات المبالغ فيها، والانفصال عن الواقع، وكره الذات، وحب الظهور بالإفراط في كل شيء.. السكن والشكل والزي والأثاث والمكياج وحتى السيارة إلى الحذاء (أكرمكم الله)، لا يوجد نساء خليجيات مرفهات بالصورة التي تظهر في المسلسل الخليجي! ولا يوجد عند المرأة الخليجية حسب المسلسلات المعبرة عنها في الدنيا كلها غير الرجل! كل قضايا المسلسلات الخليجية تظن أنها تعبر عن قضايا المرأة في حين أنها كلها تعبر عن ركض المرأة وراء الرجل! لا يوجد عن المرأة الخليجية شغل شاغل غير الرجل! حضر غاب أكل شرب تزوج ما تزوج يحب ما يحب كل اهتماماتها التي تعبر عنها ليس فيها غير الرجل! وكأن الخليجيات ومن في حكمهن لا يعشن الحياة إلا من أجل الرجال! وكأن وجودهن مرتبط بوجود الرجل ومن غيره لا وجود لهن.. ولا وجود لهن فيه وجود عليه القيمة! هذا خائن وذاك تزوج عليها وهذا جبار وذاك حرامي سرق فلوسها وهكذا الدور تمثله المرأة والرجل هو البطل! ولا يظهر إلى الملأ البعيد غير صورة المرأة الخليجية الفنانة بقية الصور النسائية الأخرى لا تجد ترويجا لها يعم البلاد ووجودها على السطح مثل الفلاش يضيء وسرعان ما ينطفئ، أما الفنانة فهي ملء السمع والبصر الحديث عنها لا يمل وصورتها على أغلفة المجلات باستمرار وظهورها دائم ويومي على الشاشات! وليكن! إنما هل هذا التمثيل الذي تقوم به الفنانة الخليجية يعبر عن واقع المرأة في الخليج والسعودية! هل تتطابق أو تتقارب الشخصية النسائية في الدراما الخليجية من الشخصية الواقعية للمرأة في السعودية والخليج! تراهن وتعجب هؤلاء الممثلات يمثلن من وماذا ولمن؟! المرأة الخليجية مغيبة في الفن! ومؤجل التعبير عنها إلى وقت مجهول! ومستهلكة إلى أبعد حد في الشاشة التلفزيونية، وليس لها قضية أو قضايا ولا لها وجود تنفرد به ولا فن ينهض بها وتنهض به! إنهم يطحنون المرأة طحنا ويقومون بتحويلها من كيان إلى ذرات صغيرة، ومن إنسان إلى مضخة! تضخ الدموع والعواطف مرة تبكي بحرقة ومرة تحب بقوة وفي الحالتين لا تنجح في شيء! شخصيات ليس لها شخصية وأدوار ليس لها صلة بالنساء الحقيقيات وتمثيليات مليئة بالحزن القاتم المؤدي إلى تراكم الأخطاء في العمل الدرامي والضحية امرأة خذلها الواقع وحتى الخيال لم يرحمها هي نفس صورة المرأة في الإعلانات ضعيفة ومهمشة ولا تفقه شيئا سلبية والرجل إيجابي، غبية والرجل ذكي تخطئ والرجل يصيب! وما بين المسلسل والإعلان غابت الحقيقة وهي أن المرأة لا تزال تأكل الحصرم الذي قالوا لها إنه عنبا! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة