ما الذي حصل «يالربع» من «ربعنا» من المنتخبات الخليجية التي تشارك في البطولة الآسيوية في قطر وبعد نهاية الجولة الأولى والذي حصلت فيه الهزائم غير المتوقعة وتعادلات لم تكن في مستوى الطموح، وما حدث من بعض الفوز في الجولة الثانية جاء في أوقات حرجة ومن الممكن عدم تمكينهم من مواصلة السيطرة والاستمرار بأسلوب ونهج الانتصارات، وكانت الجولة الثالثة حاسمة وخرج من لا يستطيع مواصلة الركض في «المضمار» مع العلم بأنهم يلعبون في دولة خليجية متساوين فيها في المناخ والعادات والتقاليد وكان من المفروض أن يعتبروا هذا من الفرص التي يمكن أن تحقق لهم مزيدا من التفوق والإبداع، وعندما ذهبوا إلى الدوحة كانوا «منتشين» ويختزنون كل الحيوية ونافخين أنفسهم مثل «الطواويس» وما هم عاملين حساب ولا أهمية لأوزبكستان ولا الصين ولا اليابان ولا الهند الغلبان وما هم عاملين بال لأهل الشام ولا النشامى الأردن على طريقة نهج الشاعر : «نحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر». والشارع الخليجي أصبح في حيرة من أمره هل العيب في اللاعبين أو الخلل في الأجهزة الفنية والإدارية أو المدربين لم يكن بينهم انسجام والنجوم في توصيل المعلومة كاملة كون اللاعب الخليجي من المعروف عنه بأنه يتعامل «بالمزاج» وليس «بالالتزام» وسوف يأتي اليوم الذي ندفع فيه ثمن هذا الاستهتار لأنه من الواجب على الكل أن يضعوا صوب أعينهم تقدير الشعار الذي يحملونه على صدورهم وسوف لن يرحمهم التاريخ ولا الأجيال القادمة إذا لم يشعروا بأهمية الأحداث وما هو الواجب عليهم في التضحية من أجل خدمة شعوبهم. والعملية ليست فوزا وخسارة ولكن إذا كانت الخسارة من واقع الإصرار والترصد وما عليهم من الجمهور الذي يحترق في الملاعب أو خلف الشاشات على طريقة «أحر ما عندنا أبرد ما عندهم» وقد حفظ البعض منهم بعض العبارات المؤثرة والتي تلتمس لهم العذر ليتحدثوا بها عبر وسائل الإعلام وتناسى الغالبية منهم العبارات التي تدعو إلى العمل والمثابرة والإخلاص والأخذ بالأسباب، والجدير بالذكر فإن الإخلاص أعلى درجة من الصدق ولا يصل إلى هذه المنزلة إلا أولو العزم وأما بقية المحترفين الآسيويين يتعاملون بعبارات «الأعمال تتحدث عن نفسها» «والواقع يفرض نفسه» وما يعيشه اللاعب الخليجي من رفاهية وسعادة غامرة جعلت البعض منهم أن يكون في منزلة غير منزلته لأنه لم يجد من يحاسبه محاسبة صارمة ولكن وجدوا أناسا يدافعون عنهم ويلتمسون لهم الأعذار ومع الأسف هذا حال كافة منتخباتنا وأنديتنا العربية وهذا كان من عوامل الانتكاسات التي تحدق بهذه الفرق في المحافل الدولية والقارية. ولو أردنا أن نقيم المستوى التحكيمي في بطولة آسيا فإنه لم يكن مرض بالدرجة الكاملة وهذا سبب بعض الإحراجات لدى الجهة التنظيمية عن البطولة وهناك محاولة جادة من محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي في معالجة الأمور مع المعنيين بهدف مواصلة المسابقة مسارها بدون وجود تعكير يعكر صفو الأجواء المحيطة بها وهناك جهود كبيرة وعظيمة من الاتحاد القطري من أجل أن يعطي انطباع بأنه في أوج «بريقه» وقد أخذ بعين الاعتبار عمل التجهيزات والترتيبات بكل احترافية ويعد هذا الحدث الآسيوي ما هو إلا بروفة صغيرة للمونديال 2022م القادم بإذن الله قطفة: الحكمة .. ضالة المؤمن . [email protected]