ماذا حدث لأن يكون المنتخب الوطني أول الخارجين، بينما كانت كل الترشيحات تشير إلى أنه الجواد الأصيل، ولو تعمقنا كثيرا فإن فاقد الشيء لا يعطيه، وإن كانت المؤشرات والدلائل التي كانت لدينا ولدى الشارع الرياضي بإن المنتخب يتخبط، والجهازان الفني والإدراي لم يستطيعا تشخيص الأمور، وقد تكون هناك مجاملات ومحسوبيات وليس هناك أناس قادرون على المواجهة وقول الحقيقة، وكل ما طرح من وسائل النقد المرئية والمقروءة كانت تقدم الكثير من النصائح بأن هناك طامة كبرى ستحدث للمنتخب، ولكن بالتجاهل أو الكبرياء أو الغطرسة فلم يعطوا لأنفسهم المعنيين من التجارب مع متلطبات الشارع الرياضي، وتغيير بيسيرو وإحلال ناصر الجوهر لم يكن حلا مفيدا؛ لأن النجوم واللاعبين كل يفكر على حدة، ولم يجدوا التشخيص المناسب الذي يستطيع أن يجمع هذه التوليفة، وما شاهدناه على أرض الواقع من عدم الحماس والأهمية بالحدث فإن اللاعبين يتحملون مسؤولية الخسارة بنسبة 70 في المائة من الإخفاق الذي جاء من واقع الأرصاد والترصد. ما الذي حصل «يا الربع» من «ربعنا» من المنتخبات الخليجية التي تشارك في البطولة الآسيوية في قطر، وبعد نهاية الجولة الأولى التي حصلت فيها هزائم غير متوقعة وتعادلات لم تكن في مستوى الطموح، وما حدث في الجولة الثانية من فوز جاء في أوقات حرجة ومن الممكن عدم تمكينهم من مواصلة السيطرة والاستمرار بأسلوب ونهج الانتصارات، وسوف تكون الجولة الثالثة حاسمة وسوف يخرج من لا يستطيع مواصلة الركض في «المضمار»، مع العلم أنهم يلعبون في دولة خليجية متساوين فيها في المناخ والعادات والتقاليد، وكان من المفروض أن يعتبروا هذا من الفرص التي يمكن أن تحقق لهم مزيدا من التفوق والإبداع، وعندما ذهبوا إلى الدوحة كانوا «منتشين» ويختزنون كل الحيوية ونافخين أنفسهم مثل «الطواويس» ولم يحسبوا أي حساب ولا أهمية لأوزبكستان ولا الصين ولا اليابان ولا الهند ولا لأهل الشام ولا لنشامى الأردن. والشارع الخليجي أصبح في حيرة من أمره هل العيب في اللاعبين أو الخلل في الأجهزة الفنية والإدارية أو أن المدربين لم يكن بينهم وبين النجوم انسجام في توصيل المعلومة كاملة كون اللاعب الخليجي من المعروف عنه أنه يتعامل «بالمزاج» وليس «بالالتزام»، وسوف يأتي اليوم الذي ندفع فيه ثمن هذا الاستهتار؛ لأنه من الواجب على الكل أن يضعوا صوب أعينهم تقدير الشعار الذي يحملونه على صدورهم وسوف لن يرحمهم التاريخ ولا الأجيال القادمة إذا لم يشعروا بأهمية الأحداث وما هو الواجب عليهم في التضحية من أجل خدمة شعوبهم. والعملية ليست فوزا وخسارة، ولكن إذا كانت الخسارة من واقع الإصرار والترصد وما عليهم من الجمهور الذي يحترق في الملاعب أو خلف الشاشات على طريقة «أحر ما عندنا أبرد ما عندهم»، وقد حفظ البعض منهم بعض العبارات المؤثرة والتي تلتمس لهم العذر ليتحدثوا بها عبر وسائل الإعلام وتناسى الغالبية منهم العبارات التي تدعو إلى العمل والمثابرة والإخلاص والأخذ بالأسباب. والجدير بالذكر أن الإخلاص أعلى درجة من الصدق ولا يصل إلى هذه المنزلة إلا أولو العزم وأما بقية المحترفين الآسيويين فيتعاملون بعبارات «الأعمال تتحدث عن نفسها» «والواقع يفرض نفسه» وما يعيشه اللاعب الخليجي من رفاهية وسعادة غامرة جعلت البعض منهم أن يكون في منزلة غير منزلته لأنه لم يجد من يحاسبه محاسبة صارمة ولكن وجدوا أناسا يدافعون عنهم ويلتمسون لهم الأعذار، ومع الأسف هذا حال كافة منتخباتنا وأنديتنا العربية وهذا كان من عوامل الانتكاسات التي تحدق بهذه الفرق في المحافل الدولية والقارية. [email protected]