إنها أيام للحزن في تاريخ الكرة السعودية! وأمير الشباب نواف بن فيصل يريدها أن تكون أياما للبناء، بل لإعادة البناء، بهدم كل ما بني على خطأ، وإعادة بنائه على أسس صحيحة. ولكن السؤال المهم هو: كيف؟ من وجهة نظري، أرى أن عملية إعادة البناء يجب أن تبدأ من داخل أروقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فكما يقال: تنظيف الدرج يبدأ من فوق، على أن تنتهي العملية بالأندية، مرورا بكل ما يربط الرئاسة بالأندية من أنظمة ولوائح ومواثيق. ولأن المساحة لا تتسع للتفاصيل، سأختزل هنا بعض الملفات التي أرى أنها جديرة بأن تكون على برنامج إعادة البناء: • إعادة النظر في الأسماء القيادية في مختلف أجهزة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والاستفادة من الكفاءات المؤهلة خارج (بعض) الأسماء التي جربت كثيرا وأعطت كل ما لديها، وآن الأوان لتعطي الفرصة لغيرها لخدمة الوطن بفكر جديد، وغني عن القول أن بلادنا غنية بالكوادر الشابة الجديرة بالثقة. • إعادة صياغة قيم العمل في أجهزة الرئاسة، وتخليصها من القيم الخاطئة التي طبعت عمل هذه الأجهزة، وأثرت سلبيا على نتائج عملها، واستبدالها بالقيم التي تحكمها النزاهة والعدالة والإخلاص والأمانة والإحساس العميق بالمسؤولية الوطنية. • التخلي عن الجمع بين رئاسة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ورئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وترك الاتحاد يختار رئيسه بالانتخاب. • إعادة الثقة المفقودة بين الاتحاد السعودي وأجهزته ولجانه المختلفة، من جهة، والأندية الرياضية من جهة أخرى. • التخطيط لإعادة الحضور السعودي الفاعل على الساحات الإقليمية والعربية والقارية والدولية، واستعادة المواقع التي فقدتها المملكة في المؤسسات الرياضية في هذه الدوائر، فدورنا ومكانتنا وتأثيرنا في الخارج تراجعت كثيرا خلال العقد الأخير. • التمسك بقيادة الاتحاد العربي لكرة القدم، ومن الملح والضروري استراتيجيا أن نرمي بكل ثقلنا لإنجاح هذا الاتحاد وتنشيط دوره في تطوير كرة القدم في الوطن العربي؛ لنبرهن أننا جديرون بقيادة هذا الاتحاد، حتى لا يأتي اليوم الذي نفقده هو الآخر، وليس سرا القول إن هناك جهات عربية تتحين الفرص لخطف هذا الاتحاد. • وضع خطط مبرمجة بتواريخ محددة لاستضافة المملكة للبطولات الكروية العربية والقارية والدولية، فهل من المقبول أننا لم نستضف، ولو لمرة واحدة، تصفيات كأس أمم آسيا التي فزنا بها ثلاث مرات، في الوقت الذي نظمتها كل من الكويت والإمارات وقطر، والأخيرة مرتين. • تسريع العمل بمشروع الأكاديميات الكروية، وضمان الجودة في هذا المشروع حتى لا يصبح مجرد لافتات على أبواب الأندية، ولنعترف بأن عدم الجدية والاحترافية في تنفيذ بعض المشاريع والأفكار كان سببا في فشلها. • التحلي بأقصى درجات الجرأة في اتخاذ قرارات تنظيمية نوعية وجوهرية، مثل تخصيص الأندية للنشاط الرياضي فقط، وتحريرها من النشاطين الثقافي والاجتماعي بنقل مسؤولية هذين النشاطين لوزارة الثقافة والإعلام. • انتهت المساحة ولم ينته الحديث، لكني أختم بالقول إن جميع، وأؤكد (جميع) هذه الأفكار سبق أن طرحتها بالتفصيل في هذا العمود خلال السنوات الخمس الماضية. وهذا يقودني لتساؤل مشروع: هل تصل مثل هذه الطروحات للمسؤول؟ بصراحة، أنا اشك في ذلك، وأظن أن الموظف المكلف لا ينقل سوى نوعية منتقاة لما يطرح عبر وسائل الإعلام. [email protected]