أكد مشاركون في ندوة تكريمية للأديب السعودي الراحل عبدالله بن خميس (1920-2011)؛ على أهمية دور ابن خميس في تاريخ الثقافة والصحافة والأدب السعودي. وذلك في أمسية أقيمت في نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء أول أمس الاثنين وشارك فيها الباحث التاريخي محمد القشعمي ورئيس تحرير جريدة اليوم محمد الوعيل والكاتب الصحفي عبدالله الملحم. وتحدث الوعيل في بداية الأمسية التي أدارها رئيس النادي محمد بودي؛ حول الدور الذي لعبه ابن خميس في تأسيس العمل الصحفي في المنطقة الوسطى بالمملكة بجوار الدور الذي لعبه أيضا الشيخ حمد الجاسر. واعترف الوعيل بفضل "ابن خميس" على تكوينه الصحفي. مضيفا: تشرفت بالانتساب إلى مدرسته الصحفية بعد أن عرفته ككاتب في مجلة "الجزيرة" ومن ثم عندما عملت معه في نفس مؤسسة الجزيرة الصحفية. مشيرا بالقول: لقد أسعدني الحظ منذ أن التحقت بجريدة الجزيرة سكرتيرا للتحرير؛ بأن التقي مع الأديب الراحل عدة مرات؛ ثم لأشارك معه في مجلس إدارة صحيفة الجزيرة بعد أن تطور موقعي في العمل داخل هذه المؤسسة. القشعمي: ابن خميس من أوائل من دافع عن تعليم المرأة السعودية واشار الوعيل إلى أن ابن خميس هو أول من سن تقاليد إلقاء المحاضرات في الأندية الرياضية؛ متذكرا المحاضرات التي ألقاها الأديب الراحل في نادي النصر حتى ظن البعض أنه "نصراويا"؛ كما يستطرد الوعيل مستعيدا زمن المعارك الادبية بين ابن خميس وعبدالله بن ادريس وغازي القصيبي وآخرين. وتحدث القشعمي بدوره، عن الجانب التاريخي في حياة الكاتب الراحل؛ واضعا تجربة ابن خميس في سياقها التاريخي ضمن الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية لمنطقة نجد والمملكة في النصف الأول من القرن العشرين. فمن قرية (الملقى) في ضواحي الدرعية حيث ولد ابن خميس، بدأ القشعمي سرد مقتطفات من سيرة صاحب (تاريخ اليمامة)؛ مبتدئا من تكوينه الأسري عند والد يحتفظ ببعض الكتب التراثية. وتنقل القشعمي مع سيرة ابن خميس وصولا إلى الطائف حيث عاش الأديب السعودي ردحا من الزمن هناك؛ وتشرف بإلقاء قصيدة على مسمع الملك المؤسس مباشرة وهي أول قصيدة نظمها ابن خميس ويقول فيها: تهلل فيك الشعب وافتر ثغرهُ وأقبل في ثوب الفخار يجره ونادى المنادي عند رؤياك قائلا تبدى لنا من ظلمة الليل فجره تدل على عبد العزيز فعاله وقد طبق الآفاق في المجد ذكره. وأشار القشعمي إلى المناصب التي تولاها الفقيد الراحل وأيضا إلى مؤلفاته العديدة وصولا إلى هواياته الشخصية كالصيد حيث يحتفظ في مكتبته ببعض البنادق (شوزن..الخ) إلى جانب معرفته بالفلك؛ مؤكدا أن ابن خميس كان مثقفا شاملا وموسوعيا وذا موقف؛ متذكرا موقفه المبكر من مسألة تعليم البنات التي دعا إليها في نجد. إذ يشير القشعمي إلى أن ابن خميس من أوائل من دعوا إلى تعليم المرأة في المملكة؛ كما جاء في قصيدة القاها أمام المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز عندما تولى وزارة المعارف عام 1372ه. من جهته تحدث الكاتب الصحفي عبدالله المحلم عن علاقة ابن خميس بالأحساء. يذكر ان ابن خميس هو أديب وكاتب صحفي ومؤلف موسوعي. كتب الشعر الفصيح والنبطي وهو أحد أدباء الجزيرة البارزين، اثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات،منها (تاريخ اليمامة سبعة. اجزاء) و (المجاز بين اليمامة والحجاز. جزء واحد) و (شهر في دمشق. جزء واحد) و (فواتح الجزيرة. جزء واحد) و (أهازيج الحرب أو شعر) وقد توفي الراحل في 18 مايو الماضي الموافق 15 جمادى الآخرة.