أطلق عشاق كرة القدم توقعاتهم بأحقية المنتخب المتوج باللقب القاري وفق ميولهم العاطفية وليس وفق قراءات فنية واضحة. ورغم الاحترام الكامل لكل المنتخبات الآسيوية المشاركة ورغبة جماهير هذه المنتخبات في رؤية نجوم الوطن فوق منصات التتويج بالغض النظر عن الفوارق الفنية التي تفصلهم عن خصومهم، فإن أغلب المراقبين صنفوا المنتخبات المشاركة على ثلاث] مستويات. وتحتل منتخبات مرشحة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والسعودية والعراق والكويت وإيران المستوى الأول، فيما تقبع في المستوى الثاني منتخبات قادرة على تحقيق المفاجأة مثل قطر والإمارات وكوريا الشمالية والصين وأوزبكستان والبحرين، وتسكن في المستوى الثالث منتخبات غير مرشحة على الإطلاق مثل الأردن وسورية والهند. أهل المونديال ولا شك أن منتخبي اليابان وكرويا الجنوبية هما الأكثر ترشيحاً للمنافسة بشكل مباشر على اللقب، وذلك استنادا للأداء القوي لهما في مونديال كأس العالم الأخير في جنوب أفريقيا 2010، وتأهلهما إلى الدور الثاني عن جدارة واستحقاق، وجاء خروجهما من دور ال 16 معاكسا للمسار الفني، خصوصا بالنسبة لليابان التي ودعت بركلات الجزاء الترجيحية. أما المنتخب الأسترالي، ورغم خروجه من الدور الأول بعد هزيمة افتتاحية ثقيلة من ألمانيا، إلا أن تيم كاهل ورفاقه نجحوا في تحسين صورتهم قبل الرحيل، وهو ما ساهم في المحافظة على هيبة هذا الفريق، بعكس منتخب كوريا الشمالية الذي مني بخسارة سباعية من البرتغال أثرت بشكل مباشر على صورته وقدرته على المنافسة في مونديال آسيا. وأحرزت اليابان لقب بطولة آسيا ثلاث مرات أعوام 1992 و2000 و2004، فيما توجت كوريا الجنوبية مرتين 19956 و1960، ولم تنجح أستراليا في أول ظهور آسيوي لها في النسخة الماضية من تجاوز دور ال 16. مثلث العرب ويعتبر منتخب أسود الرافدين من المنتخبات المرشحة بصفته حاملا للقب، بيد أن ذلك لا يعني أنه الأوفر حظا بوجود الأخضر السعودي والأزرق الكويتي، وكل منهما سبق له وتذوق حلاوة اللقب. ولم ينجح أي من هذه المنتخبات في الوصول إلى كأس العالم الأخيرة، بيد أن ذلك لا يعني أنهم كانوا مكتوفي الأيدي، فشارك المنتخب العراقي في كأس القارات وعكس انطباعا جيدا رغم ظروف الحرب والدمار التي يعيشها البلد العربي منذ سنوات، في حين أن المنتخب الكويتي نجح في لفت الأنظار إليه أخيرا عندما توج بلقبي بطولة غرب آسيا السادسة في عمان وكأس خليجي 20 في صنعاء. أما المنتخب السعودي، وعلى الرغم من عدم فوزه بأي لقب كبير أخيرا، إلا أنه يبقى رقما صعبا في كافة مشاركاته بدليل بلوغه المباراة النهائية على لقب آسيا أمام العراق 2007 ونهائي كأس الخليج 2008 أمام عمان، وكذلك نهائي خليجي 20 أمام الكويت 2010. وكان المنتخب الكويتي أول فريق عربي يحرز لقب آسيا في العام 1980، ولحق به السعودي وزاد عليه في أعوام 1984 و1988 و1996، ويأتي المنتخب العراقي كأحدث فريق عربي يتوج باللقب القاري وللمرة الأولى في النسخة الأخيرة 2007. مرشح دائم تمر كرة القدم الإيرانية بمرحلة ما بعد علي دائي، وهي ما تزال تتلمس طريقها نحو العودة لسدة الحكم والسيطرة على قارة آسيا، وهو ما يجعلها دائما رقما صعبا في المنافسات القارية. وتوج المنتخب الإيراني بالعدد القياسي من ألقاب بطولة غرب آسيا، غير أنه اضطر للتنحي أخيرا أمام الأزرق المتجدد، وهو يرى أن بطولة الدوحة هي بوابة العودة، لاسيما أن الجميع ينظر بعين الرضا لأداء وروح اللاعبين الإيرانيين. وسبق للمنتخب الإيراني أن توج بطلا للقارة الآسيوية في ثلاث مناسبات أعوام 1968 و1972 و1976، غير أن مرور 35 عاما على آخر تتويج لا بد أن يضع مسؤوليات كبيرة على أكتاف الجيل الحالي.