الدوحة - أ ف ب -تعول إيران على تاريخها للعودة إلى منصات التتويج في بطولات كأس آسيا لكرة القدم خلال مشاركتها في نهائيات النسخة الخامسة عشرة في الدوحة من 7 إلى 29 كانون الثاني (يناير) الجاري. تلعب إيران في الدوحة في المجموعة الثالثة إلى جانب العراق حامل اللقب وكوريا والإمارات وكوريا الشمالية. عاشت كرة القدم الإيرانية فترة ذهبية في الستينيات والسبعينيات توجت فيها على عرش كأس آسيا بإحرازها ثلاثة ألقاب متتالية أعوام 1968 و1972 و1976. تراجع مستوى منتخب إيران كثيراً عقب ذلك، وعبثاً حاول فرض ذاته أحد المنتخبات الرئيسية في القارة الآسيوية، إذ فشل في إحراز اللقب الآسيوي مجدداً أو حتى في الوصول إلى المباراة النهائية. وعلى صعيد كأس العالم، خاض المنتخب الإيراني النهائيات ثلاث مرات أعوام 1978 و1998 و2006، لكنه فشل في الأعوام الماضية في مجاراة منتخبات كوريا الجنوبية واليابان والسعودية وأخيراً أستراليا. انحسر انتشار اللاعبين الإيرانيين في الملاعب الأوروبية وحتى الخليجية، فبعد أن انطلق عديد منهم إلى ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وقطر والإمارات، تقوقع معظم اللاعبين الإيرانيين البارزين مجدداً في فرقهم، ما قد يترك انعكاساً سلبياً على مستوى المنتخب في مشاركاته الخارجية، ويقتصر الاحتراف الإيراني حالياً على لاعبين في إسبانيا وآخر في إنكلترا. مشاركة إيران في كأس آسيا عام 1996 في الإمارات شكلت منعطفاً مهماً لها لأنها تركت فيها بصمة واضحة، إذ لمع في صفوفها أكثر من نجم انطلقوا بعد ذلك إلى عالم الاحتراف الخارجي ومنهم العملاق علي دائي ومهدي مهداوي وخودادا عزيزي وكريم باقري، الذين قطفوا ثمرة تفاهمهم ونجاحهم وقادوا منتخبهم إلى نهائيات كأس العالم مرتين عامي 1998 في فرنسا و2006 في ألمانيا. يقود منتخب إيران حالياً المدرب افشين قطبي الذي وعد أكثر من مرة بالمنافسة على اللقب في كأس آسيا، لكن نتائج المباريات الودية الاستعدادية وآخرها مع قطر (صفر-صفر)، والخسارة أمام الكويت (1-2) في نهائي دورة غرب آسيا في الأردن قبل نحو شهرين قد لا تشجع كثيراً رغم وجود عدد من اللاعبين البارزين. يبرز في التشكيلة الإيرانية كل من الحارس إبراهيم ميرزا بور وخوصرو حيدري وجلال الحسيني وهادي عقيلي ومحمد نصرتي وجواد نيكونام ومحمد نوري وغلام رضائي ومحمد رضا خلتعبري، وقال قطبي «نملك فريقاً واعداً، واستعداداتنا جيدة، وأعتقد أننا سنكون جاهزين لخوض مباراتنا الأولى»، مضيفاً «أعتقد أنه بالنسبة إلى دولة مثل إيران تمتلك تاريخاً مميزاً في البطولة من خلال الفوز باللقب ثلاث مرات، يمكننا التطلع للفوز باللقب من جديد، توجب علينا الانتظار 35 عاماً لكن يمكن أن يتحقق ذلك الآن». وتابع «أعتقد أن مجموعتنا تعتبر الأصعب في البطولة، فهناك العراق الذي يسعى للدفاع عن لقبه ويمتلك عدداً كافياً من اللاعبين الجيدين الذين أسهموا في الفوز عام 2007، وكوريا الشمالية ستجعل الأمور صعبة لكل فريق آخر في المجموعة كما فعلت أمام البرازيل في كأس العالم، ففريقها منظم جيداً في الدفاع ويتمتع بالسرعة والخطورة في الكرات الثابتة والهجمات المرتدة، والإمارات تمتلك شباباً أصحاب قدرات عالية لا ضغوط عليهم لأنهم يستعدون لنهائيات مونديال 2014».