مشكلة مدينة جدة مع الأمطار أصبحت هاجس سكان جدة، وحتى ممن هم خارج جدة وهي محط اهتمام الجهات ذات الصلة وعلى رأس تلك الجهات أمانة جدة، وليس ذلك الهاجس وليد اللحظة ولا حديث عهد بالمدينة العروس منذ عشرات السنين وجدة تغرق، تغرق. وفي كل عام ترصد لحل معضلة تصريف مياه الأمطار في جدة عشرات الملايين ليوازيها عشرات الحلول ويقابل هذه وتلك آلاف الوعود من أمانة جدة حتى أصبح الأمين يورث الوعود لمن يليه من الأمناء، ويبقى هاجس الإنسان الجداوي في أن يفيق ذات صباح ممطر يستطيع فيه أن يتجول كيف يشاء في جدة مستمتعا بأجواء المطر دون خوف من حفرة قد امتلأت ماء أو طريق مسدود أو سيول جارفة تجرف معها تلك الأحلام وتهدم كل الوعود، العجيب في الأمر أنه عبر كل تلك السنوات من المعاناة أقيمت الندوات وعقدت الاجتماعات وانهالت الأفكار والأطروحات من قبل المختصين والمهتمين بالشأن العام، والأعجب من ذلك أنه لم ينتج عن تلك الاجتماعات عبر السنين شيء يدرأ أخطار الأمطار عن أرض العروس. جدة ليست مدينة على المريخ ولم تأت من اللا مكان لتصبح ذات طابع بنيوي خاص، جدة ليست هي المدينة الوحيدة على وجه المعمورة يتساقط عليها المطر، ولكنها المدينة الوحيدة التي لا يتم فيها تصريف مياه الأمطار. ومن نافلة القول هناك في شرق آسيا وفي بلدان أقل اقتصادا من بلادنا ينزل فيها المطر في بعض فصول السنة طوال اليوم ومع ذلك لا تجد قطرة ماء بعيد نزول المطر بدقائق لحسن أعمال الصرف في تلك المدن، ذلك نابع من تحري الأمانة والإخلاص واحترام المسؤولية وإتقان العمل من جانب، وعلى الخوف من صرامة الرقيب من جانب آخر. كتب الكثير عن جدوى الاستعانة بشركات عالمية ذات باع طويل في أعمال التصريف من بلدان عرضة للمطر طوال العام للاستفادة من خبراتها أو تكليفها بأعمال التنفيذ، وأضم صوتي لتلك الأقلام والأصوات فهو أجدى وأنفع، كما أضيف أن تتولى إمارة منطقة مكة الإشراف على أعمال تلك الشركة الافتراضية، وأن توكل بعد ذلك أعمال الصيانة والمتابعة لأمانة جدة، ولماذا لا تكون تلك الشركة الافتراضية هي شركة (أرامكو) السعودية مثلا فهي شركة عملاقة ولها باع طويل في جودة العمل ومتانة الأداء. ياسر أحمد اليوبي مستورة