في الشرق انتهت مشاريع وآليات كانت تعمل لخلق بنية تحتية تحمي العروس من أي خطر يحدق بها، وفي الغرب تحتفي مع سكانها وقاصديها بمشاريع هي الأمل للمستقبل، من على شاطئ الكورنيش وقف علي باهبري متأملاً البحر، حالماً بأن تكون مدينته التي عانت الآلام طوال عقود مضت ستصبح بعد بضع سنين "حلما واقعيا" سيتحقق إذا واصلت على النهج ذاته بمشاريع الأربع وعشرين ساعة في اليوم. أيام شتوية تعيش فيها العروس مناخا لطيفا بأجواء تحاكي آمال سكانها، فالخوف من المطر بدأ يتبدد مع الإعلان بين الفينة والأخرى عن مشاريع آنية ومستقبلية تعمل وفق منظومة إدارية تؤكد أن مشاريع جدة ليست حبرا على ورق، فهي تمر بمراحل تنفيذ ومراقبة وإنجاز، معطيات يؤكد سكان العروس أنها الأمل للبحث عن العالم الأول لمدينة تستحق تلك المكانة. تحولت جدة إلى مدينة محصنة بدروع الإرادة التي قهرت كل ظرف واجهها، ستة سدود جديدة أنجزت كخط دفاع أول أمام السيل في وقت قياسي، أتى خلفها مشروع مجرى السيل وأحواض التخزين في حيي السامر وأم الخير، ومشاريع فتح قنوات التصريف ومعالجة تجمعات مياه الأمطار، 16 مشروعاً حيوياً كانت نسبة الإنجاز فيها استثنائية، لتأمين الشرق الذي عانى من الوجع خلال الأعوام الماضية جراء غياب خط الحماية الأول وغياب قنوات تصريف مياه الأمطار. وبعد ذلك يأتي مشروع تطوير أحياء شرق الخط السريع الذي يتم العمل عليه حالياً لجعل ذلك الجزء من المدينة ينافس أرقى الأماكن في جدة. ورغم أن مشاريع الشرق كانت محط الأنظار من قبل الجميع إلا أن المسؤولين عن عروس البحر الأحمر والساعين للوصول إلى "العالم الأول" كانوا يرون أن كل هذه المشاريع التي تنفذ في الوقت ذاته ليست سوى بداية للحلم الذي يجب أن يتحقق في أقرب فرصة، فانتقلت عدوى التطوير إلى كل زاوية في جسد العروس، فجنوب المدينة يشهد مشروعي تطوير أحياء خزام والرويس، وشمالها يشهد مشروع المطار الجديد، بينما كان القطار شريانا جديدا يدخل إلى قلب العروس لضخ دماء تحيي آمالها في العودة إلى زمن الصبا. وفي غرب جدة يأتي مشروع تطوير الواجهة البحرية، ورغم إغلاق أجزاء كبيرة من كورنيش جدة أمام الزائرين إلا أن اللوحات الموضوعة على الجزيرة الفاصلة بين مساري الطريق الفاصل بين البحر والجهة الأخرى كانت مثار أعجاب للزائرين ومحط أنظارهم ترقبا للمقبل من تطوير لذلك الكورنيش، فسكان العروس الذين كان همهم الأول هو حماية المدينة من خطر الأمطار والسيول انتقلوا إلى مرحلة البحث عن إعادة العروس لصباها عبر التنقل من شرقها إلى غربها لمتابعة سير العمل في مشاريع حيوية تحيي في نفوس سكان جدة العشق الأزلي المتبادل بين العروس وسكانها. ويعد مشروع تطوير الواجهة البحرية من أهم المشاريع التي يراهن عليها القائمون على أمانة جدة من أجل إعادة تجميل وجه العروس وجعلها مقصدا للسائحين، حيث يشمل جميع أعمال البنية التحتية والتقنيات المستخدمة عالميا للأعمال المدنية والهندسية للمناطق البحرية، مع الأخذ في الاعتبار عناصر السلامة والأمان لمرتادي ومستخدمي المنطقة. وتبلغ مساحة المشروع الذي يتوقع الانتهاء منه خلال 14 شهراً من تاريخ تسليم الموقع للمقاول المنفذ، حوالي 341 ألف متر مربع، وتشتمل على الخدمات العامة الأساسية وهي 11 دورة مياه، ومواقف نظامية وأماكن للسيارات تتسع ل 892 سيارة، و40 منطقة مظللة للجلوس، و8 مناطق لألعاب الأطفال. وسيضاعف المشروع مساحة المناطق الخضراء المفتوحة من 1130 إلى 55 ألف متر مربع، إلى جانب وجود ممشى مواز للبحر على امتداد المنطقة ما بين مبنى قيادة حرس الحدود "الحوامات"، ومنطقة ميدان النورس للاستمتاع بمشاهدة البحر وممارسة رياضة المشي بالمنطقة، إضافة لمواقف خاصة بالتاكسي البحري ومطاعم وأكشاك.