كشف ل «عكاظ» مدير حملة السكينة لمكافحة الفكر الضال عبدالمنعم المشوح، عن تلقي الحملة ثلاث رسائل من رجال دين مسيحيين عرب يشدون فيها بدور المملكة في تجسيد سماحة الإسلام ومبادرة الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان ويشكرون فيها السكينة لتبنيها حملة لمواجهة الاعتداء على دور عبادة غير المسلمين، موثقة حملتها بحوارات فكرية وأدلة شرعية دامغة والتي انفردت «عكاظ» بنشرها، جاء ذلك في الوقت الذي وقعت به حادثة تفجير كنيسة الإسكندرية السبت الماضي. ونصت إحدى الرسائل من سليم منصور على العبارات التالية «لقد اطلعنا ببالغ الشكر على ملف الدراسة التي تبحث في مسألة الاعتداء على الكنائس وغيرها والاعتداء على المواطنين المؤمنين المسيحيين في بلادنا، وقد أعجبني ذلك؛ أولا لأنه صادر من السعودية أرض مكة وقبلة المسلمين أن يحمل ذلك كل هذه الروح المعتدلة، وثانيا لأننا نعاني من التطرف والإرهاب النفسي والجسدي، وأتمنى أن تسمحو لي بطبعه ونشره إذا لم يكن للمادة حقوق فكرية». وبالعودة للمشوح فقد أفصح عن أسباب إطلاقهم الحملة بقوله «من خلال حواراتنا في بعض المنتديات المنتمية للجماعات المتطرفة لاحظنا حشدا واضحا يرمي إلى الاعتداء على الكنائس وعلى المسيحيين، وجاء الاعتداء على الكنيسة الكاثوليكية في حي الكرادة في العراق، بعدها أطلقت الجماعات عدة تهديدات وتحذيرات لتنفيذ عمليات في الكنائس المصرية وتناقلت ذلك كثير من وسائل الإعلام، جاء ذلك على إثر الفتنة الطائفية الواقعة في بعض البلاد الإسلامية». وشدد المشوح على أنهم توقعوا حصول حوادث ضد المسيحيين فقاموا بدورهم التوجيهي والإرشادي بنشر الموقف الشرعي الصحيح من هذه الأعمال، وأجروا دراسة علمية وشرعية حول حرمة الاعتداء على دور العبادة وتم نشرها في الموقع، كذلك نشرت مقالات حول حرمة الاعتداء على المعاهدين والمستأمنين والرعايا والمواطنين غير المسلمين في البلاد الإسلامية، خصوصا أن هذه الجماعات المتطرفة لها تاريخ سابق في الاعتداء على دور العبادة وحتى المساجد وقتل للمسلمين وغيرهم، لا يرعون في ذلك ذمة ولا حرمة، مؤكدا أن الإسلام دين عدل وحفظ للعهود وليس دين غدر ولا خيانة، واستدل المشوح بقوله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز)، وقوله عليه الصلاة والسلام في التحذير من ظلم أهل الذمة وانتقاص حقوقهم: (من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة)، وقوله عليه الصلاة والسلام (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما). وأكد المشوح أن التاريخ الإسلامي حافل بحفظ حقوق أهل الذمة وعدم الاعتداء على أماكن عباداتهم، فشيخ الإسلام ابن تيمية لما أغار أمير التتار قطلوشاه على دمشق في أوائل القرن الثامن الهجري، وأسر من المسلمين والذميين من النصارى واليهود عددا، ذهب إليه الإمام ابن تيمية ومعه جمع من العلماء، وطلبوا فك أسر الأسرى، فسمح له بالمسلمين، ولم يطلق الأسرى الذميين، فقال له شيخ الإسلام: «لابد من افتكاك جميع من معك من اليهود والنصارى الذين هم أهل ذمتنا، ولا ندع لديك أسيرا، لا من أهل الملة ولا من أهل الذمة، فإن لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، فأطلقهم الأمير التتري جميعا.