بوجوه مغطاة وأسلحة رشاشة جاهزة للاستخدام، مازال المسلحون الفلسطينيون يتدربون على قتال عدوهم اللدود دولة إسرائيل وسط الكثبان الرملية وفي قطاع غزة .. وفي الأثناء تنطلق هتافات «الله أكبر.» على أن الاختلاف الجوهري هو أن المقاتلين الذين يتدربون هم نساء. إنهن يتدربن جنباً إلى جنب مع الرجال، ويقلن إنهن مستعدات لخوض المعركة، ويطالبن النساء الفلسطينيات الالتحاق بالمقاومة ضد إسرائيل. وحصلت قناة تلفزيونية على فرصة نادرة للقاء بعض هؤلاء النسوة داخل غزة، وأصر التنظيم الذي يتبعن له أن يظل المكان سرياً، فوضعت عصابة على أعين أفراد الطاقم، وتوجه بالسيارة إلى أحد المنازل. وفي الانتظار كانت خمس نساء يجلسن في الحديقة الخلفية، وكلهن يتبعن تنظيم «كتائب صلاح الدين»، وهو أحد التنظيمات المسلحة العديدة في قطاع غزة. النساء كن يجلسن بجانب طاولة تنتشر عليها أسلحة متنوعة، مثل الكلاشينكوف وقذائف «آر بي جي» وألغام. وقالت واحدة منهن «إنني مدربة وجاهزة لتنفيذ عملية انتحارية ضد الجنود الإسرائيليين»، مشيرة إلى أن المرأة في الإسلام كانت تنقل الجرحى، ولكن في الوقت الحالي هناك سيارات إسعاف. وكانت هناك امرأة أخرى تضع خاتماً ذهبياً في إصبع يدها بينما تحمل قنبلة يدوية باليد الأخرى. وتعتقد النساء الخمس أنه ستكون هناك معركة أخرى قريباً مع إسرائيل، خصوصاً مع تزايد مستوى العنف في الأسابيع الأخيرة على الحدود بين القطاع وإسرائيل. وفي غزة، تعتبر مثل هؤلاء النسوة مقاتلات من أجل الحرية، بينما تعتبرهن إسرائيل وبعض الدول الغربية «إرهابيات»، وقالت امرأة ثانية إنها مستعدة للتضحية بنفسها لقتال إسرائيل، مشيرة إلى أن أبناءها «يبللون فراشهم» في الليل لأنهم يخافون من القصف الجوي الإسرائيلي. يشار إلى أن إسرائيل شنت في أوائل العام 2009 مئات الغارات الجوية ضد أهداف قالت إنها ذات صلة بحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، رداً على القصف الصاروخي من القطاع باتجاه إسرائيل. وقالت مصادر فلسطينية طبية إن أكثر من 1000 فلسطيني قتل جراء الهجوم الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين. وقالت ثالثة كانت تحمل الكلاشينكوف وتضع مسدساً في حضنها: «أريد كل شيء لأبنائي، وأول ما أريده لهم هو أن يعيشوا حياة سعيدة، وهو حق لكل طفل في العالم». يذكر أنه قبل أربع سنوات، فجرت امرأة، هي جدة، في الرابعة والستين من عمرها نفسها بالقرب من جنود إسرائيليين في غزة، وجرح جنديان في الحادث، وهي تعتبر أكبر امرأة فلسطينية تنفذ عملية انتحارية. وعلى الأقل واحدة من هؤلاء النسوة تريد أن تسير على خطى الجدة.