بعيدا عن ضوضاء الفصول الدراسية والطلاب، يبحث المعلمون عن موطن راحة يكسر حدود النظام والروتين، مخصصين لذلك يوما في الأسبوع وعادة ما يتوسطه، باحثين فيه عن الترفيه ومخاطبين لغة الحوار الشخصي البعيد عن الطابور الصباحي والحصص الدراسية. ويعتبر الكثير من المعلمين يوم الثلاثاء من كل أسبوع بمثابة الترفيه والخروج عن روتين العمل اليومي، إذ يجتمعون في إحدى الاستراحات بهدف الترفيه وممارسة الرياضة وفنون الطبخ. يقول سعد آل غنوم مدير مدرسة «فرق كبير بين الالتقاء بالزملاء المعلمين في المدرسة وبين الالتقاء بهم خارجها، إذ أن العمل الحكومي خصوصا التعليمي منه هاجسنا في أوقات الدوام لذلك قررنا أن نخصص يوما في الأسبوع للتعرف عن قرب على حياة بعضنا البعض بعيدا عن أجواء العمل». ويضيف «نتبادل أطراف الحديث، إذ يتخلل هذه اللقاءات الفكاهة وسماع القصص وممارسة لعبة كرة الطائرة وهذا مما لاشك فيه يجدد نشاطنا للعمل في كل أسبوع». من جهته، يؤكد المرشد الطلابي محمد آل دعير أن الجيمع يحرصون على التلاقي خارج إطار العمل الرسمي، لأنه في المقام الأول ترويح عن النفس وتعارف على الجوانب الخفية فيما بين المعلمين ما يسهل التفاهم والتآلف أثناء أوقات الدوام. ويذكر المعلم علي عائض أن عطلة نهاية الأسبوع مخصصة للارتباطات العائلية، لذلك كان لزاما أن يخصص يوم يلتقي فيه المعلمون خارج أوقات الدوام، ويضيف «نستغل اللقاءات الخاصة لتدعيم الجانب الاجتماعي بيننا، إضافة إلى أنه فرصة جيدة لحل القضايا المتأزمة بين الزملاء نتيجة الشحن النفسي المصاحب للعمل التربوي». وأوضح المعلم عبدالعزيز الأحمري عن سبب اختيار يوم الثلاثاء بالذات لاجتماع المعلمين دون باقي أيام الأسبوع، أن اليوم الذي يلي الثلاثاء يكون نهاية دوام الأسبوع وعادة تكون الحصص فيه إكمالا لدروس سابقة وليس كيوم السبت يحتاج المعلم فيه إلى جهد في التحضير الذهني والكتابي، كما أن الأربعاء والخميس والجمعة هي من حقوق الأسرة وكذلك الزملاء الذين ليسوا ضمن نطاق العمل.