عاد المعلمون لمدارسهم وهي خاوية على عروشها من العنصر الطلابي، وهو العنصر المهم في سير العملية التربوية، ليجدوا أنفسهم أمام صحون الحلوى وترامس القهوة العربية، ودورات إنفلونزا الخنازير التي تنوي إدارات التربية والتعليم إقامتها، ابتداء من اليوم في جميع مناطق السعودية. “شمس” التقت مجموعة من مديري المدارس والمعلمين، حيث قال سعد الغامدي، مدير مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن باز في جدة: “كما هو معروف، فإن اليوم الأول بعد أي إجازة، خصوصا الأعياد، يكون مخصصا لتبادل التهاني والتبريكات بين المعلمين؛ حيث إن فترة الغياب تجاوزت الشهرين، لذلك كان حريا أن ينتهي هذا اليوم من دون أي إجراءات رسمية أو روتين معين، كعامل تهيئة للعام الجديد”. مهددون.. وننتظر الدورات من جانب آخر، عبر سالم باحشوان، مدير المدرسة السعودية الابتدائية، عن سعادته الغامرة بمقابلة زملائه بعد غياب دام أكثر من شهرين، أما عن الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، فذكر أن الأمور على ما يرام، فهناك حضور كامل للمعلمين والإداريين، ونحن بانتظار قرارات الإدارة للبدء في تنفيذ الدورات التي سمعنا عنها، ومن أهمها الدورات التي تنظمها وزارة الصحة لتوضيح كيفية التعامل مع إنفلونزا الخنازير، فنحن في المدارس مهددون بخطر هذا الوباء أكثر من غيرنا، حيث إن المجتمع المدرسي مغلق، وفي مدرستنا على سبيل المثال لا الحصر أكثر من 800 طالب، وفي كل فصل ما يقارب 35 طالبا، فالعدوى في هذه الحالة تكون سريعة الانتقال، والمراقبة على الطلاب وخاصة هذه السنة، ستكون دقيقة جدا من خلال المتابعة اليومية لحالات الطلاب، خصوصا أن طلاب المرحلة الابتدائية بحاجة إلى رعاية خاصة. قلق واضطراب سويدي السلامي، مدرس مرحلة ابتدائية، يقول: “اليوم الأول دائما يكون متعبا؛ بسبب قدومنا من إجازة نهاية العام وتغير مواعيد الساعة البيولوجية للجسم، واضطرابات النوم، أما حديثنا فكان منصبا عن الوباء الذي يحدق خطره بالعالم، وكيف سنتعامل مع هذا المرض”.. ويضيف: “لا أخفي سرا، أننا نعيش حالة من القلق في ظل تهديدات الكثير من أولياء الأمور بعدم إحضار أبنائهم، لذلك أتوقع أن يفشل العام الدراسي الجاري ما لم يكن هناك حملة تثقيفية وعقار لعلاج الوباء”. مصافحة فقط بعض المعلمين تقيدوا بتعليمات وزارة التربية والتعليم، وذلك عند مصافحة زملائهم، وهذا ما ذكره يوسف العوفي، مدرس مرحلة متوسطة، حيث أكد أن لقاءهم كان مختلفا، ويقول: “اكتفينا بالمصافحة على غير العادة؛ إذ فوجئنا عند قدومنا إلى المدرسة في الصباح بلوحة معلقة في لوحة الإعلانات مفادها: اكتفوا بالمصافحة وارتدوا الكمامات. كذلك قمنا بتعقيم غرفنا من باب أخذ الحيطة، وكان مجمل حديثنا عن هذا المرض، بل إن بعضنا طالب بإرغام الطلاب على لبس الكمامات، وإدخال ذلك في لائحة السلوك والمواظبة، ومعاقبة من يخالف ذلك”. عناق.. وشوق كبير وأكد عبدالرحمن الشهري، معلم ابتدائية في الرياض، أن الكثيرين من المعلمين لم يلتزموا بتوصيات وزارة التربية والتعليم، بشأن الاكتفاء بالمصافحة فقط، وقال: “هذا الأمر لم نتعود عليه، بل ربما يفسر بشكل خاطئ من البعض.. ومن ثم تعانق الجميع مع أول يوم دوام لهم، خصوصا الزملاء الذين لم يسبق لهم الالتقاء منذ بداية الإجازة الصيفية”.. ويضيف: “أعتقد أن الأمر سيكون كذلك بالنسبة لطلاب المراحل المتوسطة والثانوية، وربما الابتدائية أيضا، لكن أملنا في الله، ثم في أجهزة الدولة كبير جدا، لتوفير اللقاحات في وقت عاجل ليتم التصدي لانتشار هذا الوباء الذي يهدد الموسم الدراسي الجاري والمجتمع بشكل كامل”. تدريب وتأهيل وفي موضوع ذي صلة، شهدت إدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة، لجنة متابعة بدء العام الدراسي، واللجنة الإشرافية للتوعية بوباء H1N1 حيث رأس الاجتماع عبدالله بن أحمد الثقفي، المدير العام للتربية والتعليم بمحافظة جدة، وهذا الاجتماع تم خلاله استعراض كافة الترتيبات الجارية لتهيئة المدارس وإكمال تجهيزاتها قبل عودة الطلاب، فيما تم الاطلاع على خطة تدريب المعلمين التي تتم بالتعاون مع الشؤون الصحية بمحافظة جدة، وعقب الاجتماع قال الثقفي: “إنه ستنطلق صباح اليوم بمركز الدراسات والأبحاث بمستشفى الملك فهد، دورة تدريب المدربين للوقاية من إنفلونزا الخنازير بمشاركة 150 طبيبا و 50 طبيبة من الإشراف الطبي من إدارات تعليم البنين والبنات بالعاصمة المقدسة والطائف والليث والقنفذة والباحة والمخواة وتبوك؛ حيث تم مخاطبتها، وستنطلق غدا الدورة الخاصة التي تؤهلهم كمدربين للمعلمين المرشحين من قبل المدارس، كخطوة أخرى”. لافتا إلى أنه ابتداء من الثلاثاء المقبل سيتم إخضاع معلمين اثنين من كل مدرسة لدورات تدريبية تتناول أعراض مرض H1N1 والإجراءات الوقائية الخاصة به، مضيفا أنه ابتداء من الأسبوع المقبل سيتم تدريب كافة المعلمين في المدارس. تعقيم المدارس واستطرد الثقفي قائلا: “إنه يجري تزويد المدارس بأدوات التعقيم والنظافة؛ لوضعها في مداخل وممرات المدارس، إلى جانب مكاتب التربية والتعليم وإداراتها، فيما تم تزويد كافة المدارس بالمحافظة ببرامج توعية ووقائية على أقراص صلبة (CD) ليتم تثقيف كافة المعلمين ومنسوبي المدارس كمرحلة أولى تسبق مرحلة عودة الطلاب”. تهاني بالمصافحة من جهة ثانية، أقامت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض للبنين، حفل معايدة، صباح أمس، بحضور الدكتور عبدالعزيز الدبيان، المدير العام للتربية والتعليم، والدكتور محمد السديري، مساعد المدير العام للشؤون التعليمية، وسليمان المقوشي، مساعد المدير العام للشؤون المدرسية، ومديري الادارات، ومكاتب التربية والتعليم، ورؤساء الأقسام والشعب، والمشرفين التربويين، وموظفي الإدارة. وتم خلال اللقاء تبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك، كما هنأ الجميع باليوم الوطني وبافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.. وتمنى الدبيان لكافة الموظفين التوفيق، ودعاهم إلى مواصلة الجد والعمل. وكانت الإدارة دعت كافة الموظفين إلى تبادل التهاني بالمصافحة فقط،ووضعت لوحات إعلانية تؤكد هذا الأمر.