تعددت الأعذار والخروج واحد.. هذا حال عدد كبير من طلبة المدارس الذين يختلقون المبررات الواهية لكي يغنموا الخروج من الحصة الدراسية، فهناك من يشاكس في الفصل، وآخر يدعي الخروج إلى دورات المياه، غير أنهم في المحصلة يتنقلون في ممرات وبهو المدرسة، وفي نهاية العام الدراسي تأتي النتيجة بضعف في المستوى التحصيلي لهذا الطالب أو ذاك. ويؤكد عدد من التربويين أن هذه الظاهرة موجودة في المدارس، مشددين على تطبيق لائحة سلوك الطالب بحزم وشدة على أمثال هؤلاء الطلاب الذين يثيرون الشغب داخل الفصل من أجل أن يخرجه معلم الصف من الحصة أو يطلب الطالب من المعلم بعد كل فترة في الحصة الخروج إلى دورات المياه. أسباب التسرب يقول سعيد الزهراني المرشد الطلابي بمدرسة الرياض المتوسطة بمكة المكرمة إن تسرب الطلاب أثناء الحصص ظاهرة غير تربوية ينبغي على المعلمين التنبه لها وعدم إخراجهم من الفصل أثناء الحصة إلا للضرورة القصوى كالذهاب لدورات المياه، ويشير إلى أنه ينبغي على إدارات المدارس ملاحظة ذلك ومتابعة الطلاب المتسيبين داخل فناء المدرسة وممراتها في غير أوقات الفسح. ويضيف الزهراني: “من أسباب التسرب من الحصص الدراسية الهروب من الدرس، وغالبا ما يكون من الطلبة أصحاب المستوى المنخفض، كما أن الملل من الحصة والبحث عن وسيلة للترويح عن النفس من أهم الأسباب التي تدفع الطلاب للتسرب، إضافة إلى أن استهتارهم بالمعلمين قد يقودهم إلى الخروج من الحصص الدراسية”. بين المدرسة والمنزل ويؤكد حاتم الهذلي “معلم” انتشار ظاهرة تسرب الطلاب من الحصص الدراسية في الآونة الأخيرة، ويقول: “كان لي حديث مع أحد أبناء إخوتي الذي يدرس بالصف الثاني من المرحلة المتوسطة، والذي قال لي إن لدى أحد معلميهم سجلا يدون فيه عدد مرات خروج كل طالب من الحصة خلال الأسبوع الواحد ومن يتجاوز عدد مرات خروجه من الفصل ثلاثا في الأسبوع يخصم درجة من المواظبة في مادته، وقد استشاط ذلك الطالب غضبا مما فعله المعلم معهم، فسألته عن عدد الفسح، فقال لي: فسحة طويلة وأخرى قصيرة للصلاة، فقلت له: أنتم في هذه المرحلة تجاوزتم حاجتكم للخروج المستمر لدورة المياه ومن يكرر ذلك فهو يهرب من الحصة ليس إلا، وما يقوم به المعلم إنما للحد من هروبكم من الحصص بشكل دائم، ولحمايتكم من كثرة الخروج التي قد تقع جراءها مشكلات سلوكية، وانتهى الحديث ولدي في قرارة نفسي حديث شائك مليء بالاستفسارات: هل فقدت مدارسنا المتعة في التعليم والجذب في المواد الدراسية؟ أم هل يلبس ذلك المعلم عباءة الجلاد التي يهرب منها الصغير والكبير؟ وما دور المناشط التربوية المختلفة التي ترسمها وزارة التربية والتعليم للتعليم بالترفيه واستثمار القدرات؟ ولا ننسى أيضا أن المنزل كأسرة للطالب قد أهمل كثيرا جانب التربية مما جعل الطلاب يتأثرون كثيرا بالإعلام فيفرون من الحصص لدورات المياه أو تسلق أسوار المدارس”. علاج جذري من جانب آخر يعزو محمد حسن الجعيد “معلم” تسرب الطالب من الحصص إلى عدد من الأسباب يلخصها في الضعف الأكاديمي مما يسبب للطالب الضيق والملل داخل الصف، وقد يكون أسلوب المعلم وطريقة شرحه للمادة منفرة تجعل الطالب يختلق الأعذار للخروج من الحصة، كما أن لضبط العملية الإدارية دورا رئيسيا في الالتزام بالنظام العام داخل المدرسة “شخصية المدير”، وكذلك علاقة الطالب داخل الأسرة لها أيضا دور في التزامه بالدوام الكامل في المدرسة. ويقول محمد سعود المديني “معلم” إن مشكلة الهروب من بعض الحصص أثناء اليوم الدراسي ظاهرة يعانيها كثير من مديري إدارات المدارس، ويجب القضاء عليها عن طريق معرفة أسبابها ثم علاجها علاجا جذريا. ويحصر المديني وسائل علاج ظاهرة الهروب من الحصة في تحضير كل طالب لكل حصة في بيان خاص يرسل للإدارة في نهاية دوام اليوم بعد توقيع الأستاذ والطالب المسؤول عن الفصل، كما أنه يجب على مدير المدرسة أن يخبر ولي أمر الطالب في نفس اليوم وبأي وسيلة، ومعرفة سبب الهروب من الحصة وعلاجها، وتعيين مراقبين في المدرسة مهمتهم ملاحظة الهاربين ومنعهم وإخبار الإدارة عنهم بسرعة، وأن تكون فترات الراحة بين الحصص كافية لطرد الملل الذي يدعو للهروب من الحصة، وكذلك على المعلم اختيار أحسن وأحدث الأساليب لترغيب الطلبة في الحصة وطرد الملل عنهم أثناء تدريسها، وعلى مدير المدرسة وضع عقاب خاص بالهاربين من المدرسة بواسطته والمشرف الاجتماعي والموجه التربوي وأولياء الأمور، وأن تناقش هذه المشكلة في مجالس الآباء.