جاء اختيار المكان والزمان في حادثة التفجير التي شهدتها الإسكندرية ليؤكد مدى الخطر الذي يشكله الإرهاب على المنطقة العربية والعالم أجمع، فقد استهدف الإرهابيون إحدى الكنائس المصرية، في الوقت الذي اختار فيه ليلة رأس السنة لكي يضرب ضربته وينفذ خطته الإجرامية. وبصرف النظر عن الجهة المسؤولة مسؤولية مباشرة عن الجريمة النكراء والتي سوف تكشف عنها التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن المصرية فإن اختيار دار من دور عبادة غير المسلمين من شأنه أن يعد خطوة إضافية من خطوات التنظيمات الإرهابية التي تستهدف تشويه صورة الإسلام وفق مخطط ظهرت بوادره في العراق قبل أن تظهر في حادثة الإسكندرية، ويسعى هذا المخطط الإجرامي إلى رسم صورة للإسلام تحوله في نظر من لا يعرفونه حق المعرفة إلى دين عدائي يستحل قتل أتباع الديانات الأخرى ويبيح تفجير دور عباداتهم والإضرار بممتلكاتهم، وهذا المخطط الإجرامي لا يصد عن دين الله فحسب بل يستجلب عداوة أصحاب الديانات الأخرى للمسلمين ويمنحهم الفرصة التي يتحينونها للنيل من المسلمين والإضرار بمصالحهم واحتلال أراضيهم وسلبهم حرياتهم. كما أن اختيار الزمان الذي وقعت فيه حادثة الإسكندرية يبرهن على مدى خطورة الجماعات الإرهابية التي خططت له، فقد وقع الحادث خلال الاحتفالات برأس السنة والتي تعد من أعياد غير المسلمين ومناسبة من شأن أي حادث يكون مصاحبا لها أن يأخذ أبعادا عالمية تحقق للإرهابيين وجماعاتهم ما يبحثون عنه من صدى يجسد حجم ما يقومون به من جرائم وما يريدونه من بث الخوف والفزع في أنفس الناس جميعا. حادثة الإسكندرية تشويه متعمد لصورة الإسلام يفرض على المسلمين جميعا التأكيد على أن الاسلام بريء من أعمال هذه الطغمة الفاسدة، وأنه كان ولا يزال وسيبقى دين محبة وتسامح وخير للبشرية قاطبة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة