إش تعود؟ هذا السؤال الذي يطلقه كل لسان وفي أي مكان، هو الداء الذي نعيش به منذ زمن بعيد، ولم يتنبه له في كل الخطط التنموية التي مرت بالبلد. ولأنه أخذ شرعية وجوده من خلال الممارسات الحياتية التي نعيشها في كل مناحي الحياة، أخذ يكتسب قوة دفع مضاعفة لا يمكن إيقاف تدفقها، ما لم توجد خطط استراتيجية أساسية لإيقاف سرعتها المهولة. ومن عيوب خططنا التنموية بناء الأشياء المادية، وجلب أحدث التقنيات، وإغفال بناء الإنسان ثقافيا؛ لذلك نلحظ أننا نعيش حياة حديثة بعقلية قديمة. وأن يجتمع قلة من المثقفين في ردهة أحد الفنادق بدعوة من مجلس الحوار الوطني لمناقشة قضية اجتماعية متجذرة تجذر الماء في هذه الحياة، يكون اجتماعا أو حوارا غير كاف لمواجهة مشكلة القبلية وطغيانها على المفاهيم الوطنية المختلفة. ولو وجدت النية لمحاربة التعصب القبلي (قبل أن يحرقنا) علينا البدء في إيجاد أجندة تجتث هذا التعصب من جذوره وبقرارات رسمية. ومن المعروف أن المجتمعات المدنية قبل انطلاقها في آفاق خلق المجتمع المدني، تسعى مبكرا لتجفيف الانتماء لأي كيان غير كيان الوطن، ومع قيام الدولة في أي زمان أو مكان يظهر مفهوم الانصهار الوطني الساعي إلى خلق وحدة وطنية دعامتها الأساسية الوطن كانتماء أساس، وليس لأي كيان مماثل مهما صغر. ولو أردنا تتبع مصطلح الانصهار فسوف نجد أننا لم ننجح ولو بنسب متواضعة، ويعود هذا لغياب هذا المفهوم في حياتنا بشكل عام. وبسبب تمركز القبيلة كمحور أخذت كل قبيلة تنمي مقدراتها البشرية والمالية، حتى أنه في بعض الأحيان تنهض القبيلة بما لا تنهض به بعض المؤسسات الحكومية من خدمات. وكلما كبرت القبيلة رغب أفرادها في الحصول على امتيازات تتوافق مع حجمها. فكلما ارتفعت القبيلة كنفوذ ومصالح أساء ذلك إلى وحدة الوطن وانقاد لتحقيق رغبات هذه القبيلة أو تلك. فهل نجد مشروعا وطنيا استراتيجيا ينهض على أساس بناء المواطن فكريا وتخليصه من معوقات القبيلة؟ نتمنى ذلك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة