كأني بالرشوة إذا أخذها موظف للمرة الأولى والثانية والثالثة فإنه يدمن عليها ولا يستطيع بعد ذلك مقاومة مد يده لأخذها أو حتى طلبها من صاحب معاملة نظامية أو غير نظامية مقابل إنهاء معاملته، سواء بالتصريح أم بالتلميح، فتصبح الرشوة إدمانا يقع فيه المرتشي وقد يظل كذلك حتى يوقعه سوء عمله في قبضة جهات الاختصاص فيخرج من مكتبه مكبلا بالحديد والناس عليه شهود، أو لا يقع في قبضتهم لأن الله إذا غضب على عبده لسوء عمله رزقه من الحرام فإن اشتد غضبه عليه بارك له في ذلك الحرام، ويكون العقاب الشديد في الآخرة، وربما يكون جزء منه في الدنيا بأن يصاب المرتشي المتخم بالمال الحرام بالعديد من الأمراض المستعصية التي يظل يعاني منها حتى يأتيه اليقين! وعلى الرغم من وجود إدارة مختصة لمكافحة جرائم المال ومنها الرشوة والارتشاء إلا أن هذه الجريمة لم تزل قائمة والشكوى منها متواترة والراشون والمرتشون لا تخطئهم العين وإن ظنوا غير ذلك، وقد وقعت بين يدي قصيدة نشرت في أحد أعداد مجلة اليمامة نظمها الأستاذ عبد الله بن صالح المقبل رأيت مناسبة الاستشهاد بها في هذه المقالة، حيث يقول الناظم: إلى المرتشين أسوق مقالي وإن خاصموني فلست أبالي! أرادوا النقود بأي طريق فلا يقنعون بمال حلال أساؤوا إدارة أعمالهم بأخذ الرشاوى وبذل السؤال يقولون: أنّا شديدو الذكاء ونعرف أين مكان الريال؟! عجبت لقوم أرادوا الحرام وكان الحلال قريب المنال ولا يخجلون وهم يرتشون فيا للوقاحة ياللضلال لا يأنفون وهم يأكلون حراما وسحتا بدون جدال! ألم يلعن من يرتشي ويترك عمدا طريق الحلال ألا يعلمون ألا يتقون أم المال أعمى قلوب الرجال والأبيات جيدة ومعبرة عن واقع الحال وسوء مآل المرتشين، لكن الأكثر قبحا منهم من يكتب أو يتحدث عنهم مبررا أعمالهم الظالمة مقدما لهم أعذارا هي أقبح من ذنب؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة