حذر عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية الدكتور إبراهيم الرحيلي طلاب العلم من اقتحام المسائل العامة والخوض فيها، مؤكداً أن مرجعها ولاة الأمور. وشدد في حديث ل«عكاظ» على ضرورة تجنب شواذ الأقوال الموقعة في الفتن وعدم الخوض في مسائل كالجهاد والمقاطعة وغيرها، داعيا إلى الحكمة في تنزيل الأحكام على المعينين، مشيرا إلى أن الأمة عانت من تكفير وتفسيق وتبديع وهجر وتقاطع وتدابر بسبب سوء تطبيق هذه المسائل. وأكد الرحيلي على ضرورة استخدام أسلوب اللين في مخاطبة المبتدعين، محذرا من التبديع والتفسيق والتكفير والتهاون فيه. وانتقد كثيرا من مقتحمي الدعوة والاحتساب الذين لا يراعون مناسبة الأحوال لدى مخاطبة المدعوين، مستنكرا ما يفعله بعض طلبة العلم من هجر للمخالفين بدلا من مناصحتهم، وعدم مراعاة المناصحين في مسألة التفاوت في تنزيل الأحكام عليهم. وبين عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية أن الشبهات لا تقاوم بالقمع بل بالحوار والإقناع، مؤكدا استجابة أهل الشبهات حينما يخضعون للحوار. واستنكر عدم مراعاة كثير من مقتحمي الدعوة والاحتساب منازل الناس ودرجاتهم حين مخاطبتهم، مستشهدا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الروم حين خاطبه بقوله: «إلى هرقل عظيم الروم». وأشار الرحيلي إلى أن بعض من يناصحون المخطئين لا يحسنون أداء دورهم المنشود، إذ يغردون في واد سحيق بعيدا عن واقع المناصحين قائلين لهم «اتقوا الله ونحن في خير وبلاد على خير»، في حين أن الأولى مناقشتهم عن شبهاتهم بشكل علمي. وشدد عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية على ضرورة التلطف في الدعوة، مستنكرا تطبيق مسألة هجران المخالفين بشكل دائم، في حين أن الأولى مواجهتهم بالابتسامة؛ لأن فيها أثرا إيجابيا، مضيفا «بعضهم يتقمص شخصية الإمام أحمد بن حنبل ويحاول تطبيق ما فعل في الدعوة وينسى أنه ليس مثله».