بشفافية متناهية استطاع الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي الأستاذ بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة أن يضع النقاط على الحروف لكل من لا يراعي أساليب الحكمة والدعوة إلى الله آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر مستنكرا التشدد في الخطاب الدعوي من البعض وأن كثيرا ممن أقتحم هذا المجال لا يراعي التفاوت في الخطأ وقد يكفّر ويفسّق ويبدّع دون مراعاة تنزيل الأحكام على المعنيين وأن أسلوب الهجر الذي ينتهجه كثيرا من طلبة العلم مع المخالفين بدلا من مناصحتهم وتفهم ظروفهم ومخاطبتهم بما يتناسب مع خطابنا الديني التوعي المعاصر وإن مثل هذه الاجتهادات التوعوية الخاطئة لها ردود فعل عكسية قد يُساء فهمها وتكون نتائجها عكس الاتجاه الصحيح جاءت هذه الاضاءات في محاضرة له الأسبوع قبل الماضي في قاعة المحاضرات بالجامعة الإسلامية حضرها معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا الذي وجه بطباعتها وتوزيعها على طلبة الجامعة كما حضرها عدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ومن رجال الأمن وتحدث فضيلته عن حقيقة الحكمة وفضلها وتطبيقاتها وأهم أركانها منوها بأنه ينبغي على الداعية أن يكون في حوار مستمر مع ذاته كم اهتدى على يديه لا كم كفر وفسق ؟ وأكد بأن الحكمة مرتبة عالية فوق مرتبة العقل وإن من حكمته في التشريع أن جعل الشرائع قسمين واجب ومستحب فشرع المستحب باعتباره ميدانا فسيحا ليتسابق أفراد المجتمع إلى طرق الخير وإصلاح الذات وبين الدكتور الرحيلي في محاضرته أن الشبهات لا تقاوم بالقمع بل بالنصح والإقناع وهي أرقى أساليب الحوار الحضاري الذي يستمد أحكامه من الكتاب والسنة ولهذا تنقل فضيلته في محاور محاضرته منتقيا أفضل هذه الأساليب الحوارية مع الشباب مراعيا الظروف الزمانية والمكانية وصولا لأسمى الأهداف والغايات للأخذ بأيدي شباب الأمة فهم ركيزة أساسية في بناء المجتمع ومن حقهم على علماء الإسلام إنارة الطريق أمامهم بأساليب جاذبة ومحببة وثقافة عالية تواكب واقع مجتمعنا المعاصر لاسيما وأن أنظار العالم تتجه لبلادنا المملكة العربية السعودية بما منحها الله من قيادة حكيمة وسياسة معتدلة واضحة وأرض مباركة شرَّفها الله بوجود الحرمين الشريفين وحفاظا على هذه المقدسات الإسلامية إضافة لمخزونها الفكري وانتمائها الديني ومنهجها الإسلامي على خطى سيد البشرية ومعلمها الذي وحدّ الأمة وبني دولة الإسلام الأولى من هذه المدينة المقدسة " المدينةالمنورة " عاصمة الإسلام الأولى. [email protected]