أكد الأستاذ بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية، الدكتور إبراهيم الرحيلي، أن كثيرا ممن يقتحم مجال الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يراعي خطاب المدعوين بما يتناسب مع أحوالهم ولا يراعي التفاوت في الخطأ، مشيرا إلى أن كثيرا من طلبة العلم يعمد إلى هجر المخالفين بدلا من مناصحتهم، ولا يراعي التفاوت في تنزيل الأحكام على المعينين فيكفر ويفسق ويبدع. جاء ذلك في محاضرة له بالجامعة الإسلامية عن «الحكمة حقيقتها وفضلها وتطبيقاتها»، حضرها مدير الجامعة الدكتور محمد العقلا ووجه بطباعتها وتوزيعها على طلبة الجامعة، كما حضرها عدد كبير من منسوبي الجامعة ومنسوبي الأمن العام وطلاب العلم. وبين الرحيلي أن الشبهات لا تقاوم بالقمع والسجن بل بالحوار والإقناع، وأهل الشبهات لما جرت محاورتهم استجابوا واقتنعوا، وكل الحدود جاءت في زجر أهل المعاصي ولم تأت في قمع أهل البدع لأن المعصية يتاب منها وصاحب البدعة لا يتوب للشبهة التي لديه. وتناول الدكتور الرحيلي في محاضرته تطبيقات الحكمة، وعن تطبيق الحكمة في الدعوة قال «إن كثيرا ممن يقتحم باب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يراعي منازل الناس من حيث مخاطبة العالم بما يتناسب مع حاله والأمير والوزير، والنبي صلى عليه وسلم خاطب بعض الكفار على كفرهم بما يناسب منازلهم فكتب لهرقل: «إلى هرقل عظيم الروم». وردا على سؤال ورد من الحضور عن كيفية حث الشباب غير الملتزمين على طلب العلم الشرعي، انتقد هذا الإقصاء وقال «إننا أقصيناهم وصنفناهم بأنهم غير ملتزمين فربما يبتعد بعضهم عن طلب العلم وهذا لا يعني التهوين والتمييع، بل نحن نحيي الخير الذي فيهم».