اعتذر الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر للمشارك محمد عطية بعد أن قطع رئيس الجلسة الثانية الدكتور راشد الراجح مداخلة عطية قبل انتهاء الوقت، وقال ابن معمر للعطية «قطع غير مقصود»، مؤكدا أن الانقطاع نظرا لتعطل الساعة الإلكترونية المنظمة للمداخلات. وفي الوقت الذي كان الاعتذار جانبيا بين ابن معمر والعطية، أعلن المشارك محمود صباغ إعطاء وقته للعطية معلقا «هذا تطبيق عملي لنبذ العصبية والمناطقية». وبالعود للعطية فقد بدأ مداخلته «إن الانتماء المناطقي على حساب الهوية الوطنية لا يختلف كثيرا في بعده السلبي عن القبلية، والقيادة الرشيدة لهذا الوطن العزيز من عهد المؤسس وحتى يومنا هذا وهي تركز على مفهوم الانتماء الوطني، وذلك بإيجاد فرص التنمية المتوازية لكافة المناطق والاهتمام بما تملكه كل منطقة من ثقافة مميزة وتعليم وتراث عريق وتطويره ضمن الإطار الوطني، ولذا فإن بعض الظواهر التي نجدها في الواقع تخالف هذا المنهج السديد فإنها ترسخ المناطقية على حساب الهوية الوطنية». وشهدت مداخلات الجلسة الثانية للقاء «المناطقية وأثرها على الوحدة الوطنية» عددا من المداخلات التي ركزت على توزيع التنمية والتمييز في المشاريع ونقد المسؤولين الذين يجيرون التنمية إلى مسقط رأسهم بدلا من التوزيع العادل للتنمية. وقال مساعد رئيس تحرير «عكاظ» هاشم الجحدلي في مداخلته «نحن في عصر الشفافية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، لهذا فإننا نشهد توزيعا غير عادل للتنمية حتى القروض السكنية تختلف من منطقة إلى أخرى، وتعبيد الطرق أيضا يختلف من منطقة لأخرى، وكذلك الجامعات وغيرها»، وأضاف بالنسبة للمناصب القيادية فأحيلكم إلى كتاب «النخب السعودية» للكاتب محمد بن صنيتان ففيه ما يغني عن الحديث. وفي المداخلات طالب الشيخ الدكتور عدنان الزهراني تأصيل فكر الوطنية لدى الشباب الذي كلما وجد فرصة عبر عنها بشكل ملحوظ وبارز كاليوم الوطني، وقال «علينا تعزيز هذا الانتماء». أما أمل زاهد، فرأت عدم تكافؤ الفرص، وقالت «عدم توزيع الخدمات يشعر المواطن بالغبن وهذا يضعف الوحدة الوطنية». من جهته، قال عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله «من يسلك مسلكا طائفيا أو قبليا خائن لتوجهات المؤسس الملك عبد العزيز عندما وحد المملكة». وشهدت الجلسة الثانية من اللقاء اعتذارا من قبل أمين عام مركز الحوار الوطني للمشاركات والمشاركين لعدم توصيل جهات التنظيم للمشاركات مرتبة وفقا لطلبها، وقال «ليس فيها تمييز مناطقي ولا قبلي، لكن الشباب المكلفين بإيصال أسماء الراغبين في المداخلات أوصلوا بعضها قبل بعض وقد وجهنا بمحاسبة المتسببين». وبالعود إلى واقع الجلسة، فإن الساعة الإلكترونية تعطلت مرة أخرى مما حرم مدير تحرير «عكاظ» أحمد عائل فقيهي دقيقة من الوقت المخصص له، بينما أعيد الوقت للدكتورة نجاح الظهار بعد اكتشاف الخطأ، لكن مشاركتهما كانت واضحة حيث ركز الفقيهي على عدم التمييز في إبراز التراث والفلكلور الشعبي في المملكة، بينما طالبت الظهار بتحرير الجامعة من سيطرة الأسرة وتوارثها بين أفراد الأسرة الواحدة رغم وجود الكفاءة في الآخرين. وفي الجلسة الثانية عاد إبراهيم طالع الألمعي إلى المطالبة بتقنين الميزانيات وتحويل هذا التقنين من تقنين للوزارات إلى تقنين للمناطق، وقال «يجب أن تكون ميزانيات المشاريع حسب المناطق لا حسب الوزارات»، وقد شاطرته الرأي المشاركة امتثال أبو السعود التي طالبت بلجنة وطنية ذات صلاحيات للنظر في واقع التمييز المناطقي في المشاريع. فيما حذر غربي الشمري من البساطة والتسامح الذي تميز به المواطن السعودي، مؤكدا «من يريدون النيل من وحدة الوطن يركزون على هجومهم على البلد من هذه المنطلقات».