اتسعت دائرة الحوار والتعليق في تباين واضح بين المشاركين في الجلسة الختامية للقاء الحوار الوطني أمس والتي ركزت على محور التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية. وتساءل المشاركون في الجلسة، متى ظهرت في مجتمعنا وما مدى تقبل المجتمع السعودي لها؟. ورأى الناقد حسين بافقيه أنه من حق المفكر أن يعبر عما يشاء، موضحا «أن هناك ممارسات ثقافية، ولا يحق لأحد أن يمسك بيديه ميزان الإسلام». واعتبرت أستاذ النحو والصرف المساعد في جامعة الأميرة نورة الدكتورة أسماء العساف، أن أكثر من احتفى بالاختلافات الفكرية هو الإعلام، داعية المسؤولين ألا يغفلوا عن التصنيفات الرياضية وآثارها السلبية في حياة الصغار والمراهقين، مشيرة إلى أن أكثر من يدرك هذه الخطورة هو المرور. وعلق الكاتب هاشم الجحدلي في مداخلته على ياسمينا هاشم فيما ذكرته بأن الوطن للجميع، قائلا، إن الوطن لأبنائه والسعودية للسعوديين، وعقب على المداخلة التي ذكرت أن الصحف تجاهلت التيار الإسلامي بقوله، «كلنا إسلاميون». وأكدت المعلمة سهام القحطاني على أحادية الفكر الثقافي للمجتمع السعودي، وأنه لا يحمل أي أجندة فكرية عن العلماني والوجودي والليبرالي، والمثقف السعودي ليس لديه استراتيجية تطبيقية تعددية، وهذه لا تنمو إلا في وجود ديموقراطية فكرية نفتقدها في مجتمعنا. ولفت عضو نادي تبوك الأدبي عبد الرحمن بن خلف العكيمي، إلى أن التصنيفات كثيرة، ولكنها انحصرت لدى المجتمع السعودي في تيارين، وهما التيار المحافظ والتيار الليبرالي، والتيار المحافظ منابره أكثر حدة، والاختيار الليبرالي السعودي يواجه ضبابية الرؤية ومشكلة الاعتراف به والمواجهة اتسعت بين التيارين، وأكد على الفرق الواضح بين الدين والخطاب الديني. وفي مداخلة أخرى، تناول مدير تحرير «عكاظ» الكاتب أحمد عائل فقيهي جانب سطوة الخطاب التقليدي الديني في المجتمع، داعيا إلى التعددية الفكرية الثقافية والاجتماعية وضرورة الانفتاح على الثقافات الأخرى، وإضاءة المفاهيم والمصطلحات مثل الليبرالية والعلمانية والحداثة وغيرها. وأكدت مشرفة لجنة الرصد العلمي للجلسات في مركز الملك عبد العزيز الدكتورة رقية العلولا، أن الخطورة في الرصد العلمي تكمن في خلط القناعات الشخصية، فنحن نحرص على حق المشارك في إيصال فكرته ليس بنصها ولكن بمحتواها، والذي يحتاج إلى تركيز شديد وقدرة على التلخيص وجمع الأفكار المتناثرة بصياغة واضحة، وعامل الوقت يمثل تحديا كبيرا للجنة من حيث إنجاز الرصد فور انتهاء الجلسة وتوزيعه على المشاركين، وبحمد الله تجربتي في الرصد لاقت قبولا ورضى الجميع، وهذا يعود للخبرة والمهارة اللغوية وسرعة البديهة والتقاط الفكرة وتعتمد على اقتباس الفكرة الأكثر أهمية لدى المشارك. وأضافت «من المشكلات التي قد تواجهنا هي تكرار الأفكار، وهنا نكون في خيار إما أن تكرر الفكرة وتدون كما وردت أو أن تطرح بصياغة مختلفة لتلافي تكرارها، ويعتمد البيان الختامي والتوصيات على الاستناد للرصد العلمي للجلسات».