طالب الكاتب الإعلامي نجيب يماني بمنع القضاة من قبول قضايا طلاق عدم تكافؤ النسب. وشدد يماني في الجلسة الافتتاحية في لقاء الخطاب الثقافي السعودي الثالث حول «القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية» الذي التئم أمس في جدة، على محاسبة أصحاب المواقع الإلكترونية التي تسيء إلى أبناء الوطن وتصف بعضهم ب «طرش بحر، بقايا حجاج، وغيرها من المسميات الدخيلة على مجتمعنا»، مطالبا بالسعي لإلغاء هذه المصطلحات عبر مؤسسات المجتمع المدني ووسائل التوعية التي تنبه إلى أهمية تعميق اللحمة الوطنية. من جهة أخرى، أشعلت مداخلة محمد زايد الألمعي التي تساءل فيها عن مدى تأثير القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية على الوحدة الوطنية، مداخلات عدد من المشاركين حيث تساءل الألمعي قائلا: «هل هذا سؤال المؤسسات الرسمية أم سؤال المجتمع أم سؤال ذواتنا؟». وأضاف الألمعي، التمييز يدعو إلى بعث الذات وبروز النزاعات القبلية والمناطقية، لافتا إلى أن القضاء على القبلية هو إطلاق العنان لمؤسسات المجتمع المدني. عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله أيد ما ذهب إليه الألمعي في طرحه، مؤكدا أن رؤيته تنطلق من التصريح للجمعيات الأهلية التي درس نظامها في مجلس الشورى حيث يتم تذويب القبلية في مفهوم الوطن. المداخلات التي شهدها اللقاء، ركزت على قضية تكافؤ النسب، لافتة إلى أن تطليق الزوجين لعدم تكافؤ النسب يعد من الشواهد القوية على تعزيز القبلية وعدم الانصهار في الوطنية. وذكرت الدكتورة نجاح الظهار، أن قبول الهيئات القضائية في المملكة لقضايا عدم تكافؤ النسب هو إكساب هذه القضايا صبغة شرعية وتغليب لوحدة القبلية على وحدة الوطن، فيما قالت إمتثال أبو السعود «الكيان القائم على الكيان القبلي مخالف لما جاء في النظام الأساسي للحكم الذي كفل حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن دعم تواجد القبلية سيتولد منه تكتلات سياسية وأمنية تهدد لحمة الوطن داخل وحدة هذا الوطن». اللقاء الذي افتتحه رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الحوار الوطني الشيخ صالح الحصين بحضور أعضاء اللجنة الرئاسية للمركز وترأس جلسته الأولى الدكتور عبد الله نصيف، شهد إطلاق الدكتورة جميلة سقا دعوة لإخضاع شعار «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» للدراسة وتأصيله، بينما حذر الدكتور محمد الدحيم من تصنيف مواطنة الشخص على حسب المناطق. ونبه الإعلامي عبد الرحمن العكيمي إلى خطاب القبائلية التي تتبناها القنوات الشعبية، محملا هذه القنوات مسؤولية إعادة القبلية إلى السطح في الآونة الأخيرة. وفي سياق متصل، دعت جميلة سقا إلى تعميق مفهوم الوطن من خلال المناهج ووسائل الإعلام. وشدد مدير تحرير «عكاظ» أحمد عائل فقيهي، على أهمية مناقشة مفهوم المواطنة في مقابل القبلية وردم الهوة بين ثقافة القرية والمدينة ومفهوم الدولة الحديثة، فيما طالب مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» هاشم الجحدلي بتفهم الأسباب التي دعت إلى تحول المواطن إلى القبيلة، بدلا من مؤسسات الدولة، وقال «لن نصنع دولة أو نبني مدينة دون أن نتعرف على هذه الأسباب»، وأضاف «مشروع المدنية الحديثة هو مشروع المواطنة». مشاهدة الصفحة PDF.