أكد ل«عكاظ» استشاري الغدد الصماء في مستشفى الملك خالد التخصصي الدكتور عبد الرحمن المغامسي، أن نحو 25 في المائة من سكان المملكة يعانون من مرض السكري، مبينا أن أهم الأسباب التي أدت إلى إصابة ربع السعوديين بالمرض، قلة الحركة والنمو الاقتصادي وانتشار الوجبات السريعة. وأشار المغامسي في حملة «حكايتي مع السكري» التي أطلقها أحد مراكز رعاية مرضى السكري في بيروت، تزامنا مع اليوم العالمي للسكر أخيرا، إلى أن السكر يعد المرض الأكثر انتشارا في المملكة والعالم. وأضاف «عدد مرضى السكري في المنطقة سيتضاعف بحلول 2025، حيث يوجد أكثر من 3 ملايين مصاب بالسكري في منطقة الخليج، ويظهر أن شخصا من بين كل خمسة أشخاص في الشرق الأوسط مصاب بمرض السكري»، منوها أن الخطر مستمر حيث الإصابة بداء السكري مرتفع جدا في المملكة، بل إنه يشكل خطرا حقيقيا تظهر معه الحاجة الملحة للتدخل من أجل تطوير وتطبيق الحملات الصحية العامة بهدف نشر الوعي حول أهمية اللجوء إلى تغيير نمط الحياة للسعوديين». وزاد المغامسي في ورقته التي ألقاها في حفل تدشين الحملة «أكدت دراسات أن علاج مريض السكري في المملكة يكلف الدولة نحو 5 آلاف ريال سنويا بدون مضاعفات، أما في حالة وجود مضاعفات فتزيد تكلفة العلاج كثيرا، حيث إن علاج مضاعفة واحدة من مضاعفات داء السكري وهي الفشل الكلوي، تكلف الدولة ما بين 98 ألفا و180 ألف ريال سنويا للغسل الكلوي للمريض الواحد فقط، كما أن الأسرة تتحمل الكثير من النفقات التي تثقل كاهلها وخصوصا إذا كان المريض هو رب الأسرة نفسه». واستطرد المغامسي: أنا أعتبر حملة «قصتي مع السكري» مبادرة هامة تستهدف تثقيف المرضى وإرشادهم لنمط حياة سليمة، هذا لأن البرنامج يستهدف التركيز على أهمية عيش حياة أفضل لمرضى السكري ومراعاة أنشطتهم اليومية، ومن ناحية أخرى يعطي هذا البرنامج وسائل الإعلام الفرصة لفهم الأعباء المرتبطة بمرض السكري وأيضا لتكون وسائل الإعلام بمثابة نافذة للمرضى لفهم المرض بشكل جيد وتحسين حياتهم اليومية والاجتماعية». وأبان المغامسي «أن الدراسات أثبتت أن معدلات الإصابة في ست دول من دول المنطقة وهي الإمارات، البحرين، الكويت، السعودية، مصر، وعمان، تعد من بين أعلى 10 معدلات في العالم، والوضع ذاته ينطبق على هذه الدول لجهة ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وهي مرحلة تسبق الإصابة بداء السكري مباشرة». وخلص المغامسي إلى أن المملكة ممثلة في وزارة الصحة تعي تماما خطورة الوضع لمرضى السكري، لافتا إلى أنها بدأت في تنفيذ العديد من الحملات الصحية لنشر التوعية بالمرض، وطالب المغامسي بالمزيد من تلك الحملات وخاصة أن الكثير من السعوديين لا زالوا في أشد الحاجة للتثقيف بالمرض. وفي سياق متصل، أكد الأطباء العرب المشاركون في الحملة أن الإنفاق على مرضى السكري في الدول العربية، أقل بكثير مما تنفقه الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الدول الأوروبية لنفس الغرض، مطالبين الحكومات العربية بالتدخل السريع لزيادة الإنفاق على علاج مرضى السكر نظرا لانتشاره السريع في المنطقة. وذكر مدير عام مركز سانوفي افنتيس في السعودية صلاح سالم، أن «قصتي مع السكري» هي حملة توعية لتوضيح مدى خطورة مرض السكري من خلال عرض ما يشعر به ملايين المرضى، ومن خلال قصص البعض الآخر. وأضاف «تهدف الحملة إلى إظهار أن مرضى السكري يمكنهم الاستمتاع بحياة ناجحة رغم مرضهم، كما أن الحملة تشجع المرضى على التحكم الفعال بالمرض وتلقي الضوء على أهمية الحياة بأسلوب صحي، مشيرا إلى أن الحملة تسعى للتواصل بين المرضى والإعلام من خلال جائزة «قصتي مع السكري»، والتي تمنح للصحافيين الذين يقدمون أعمالا صحافية توعوية وتعليمية تفاؤلية للحد من هذا المرض وتوعية المرضى بطرق التعايش معه بطريقة صحية. يشار إلى أن الحملة قدمت نتائج الدراسة العالمية الأخيرة للتحكم في مرض السكري، والتي تظهر أن 50 في المائة من المرضى لا يمتثلون للعلاجات الموصوفة لهم، كما أن 40 في المائة من المرضى لم يحصلوا على الثقافة الكافية عن مرضهم، وهو ما تستهدفه حملة «قصتي مع مرض السكري» لتظهر كيف أن التعامل الصحيح مع مرض السكري يمكن المصابين من العيش بإيجابية وصحة أفضل.