فوجئ طالب يدرس في الصف الثاني متوسط في مكةالمكرمة والداه منفصلان عن بعضهما بمنعه من دخول المدرسة، وذلك بعد أن سحب والده ملفه من المدرسة، وحين استقصى الطالب حيثيات الموضوع، عرف أن والده يستخدم المدرسة كوسيلة ضغط عليه من أجل أن يترك منزل أمه ويعود ليعيش معه. وكان والد الطالب طلق والدته قبل نحو سبعة أعوام، واستطاع من خلال المحكمة استصدار حكم أصبح فيه وصيا على ابنتيه، فيما لم يتمكن من إخضاع الولدين الطالب وشقيقه الأصغر للوصاية، خصوصا أنهما كانا مخيرين بين والدهما ووالدتهما، واختارا البقاء مع والدتهما. وحول هذه القضية تقول أم عبد الله وهي جدة الأبناء إن طليق ابنتها ما زال يرفض استخراج بطاقة شخصية لابنه الكبير رغم وصوله السن القانوني، وعمد أخيرا إلى سحب ملفه من المدرسة في محاولة للضغط عليه من أجل العودة إلى منزله، ووصفت هذا التصرف بالظالم المستبد. تقول: «الابن الكبير يعيش اليوم بلا هوية وبلا مدرسة، وأيدينا على قلوبنا خوفا من قيام والده بسحب ملف شقيقه الأصغر من مدرسته الابتدائية، خصوصا أنه لا يعرف والده وولد بعيدا عنه، ولم يشاهده إلا في المحكمة». وحول أوضاع الأم، تؤكد الجدة أنها تعيش الحزن بصنوفه بعد فقد ابنتيها، «تحولت إلى إنسانة يطبق عليها الصمت لا تعرف للحياة طعما ولا لونا، ولا تجد ما تعبر به عن نفسها سوى البكاء»، وتتمنى أم عبد الله أن تجد من يوقف جور الأب ويعيد حفيدها إلى مدرسته لكي لا يضيع مستقبله، تقول «نحن نساء مكلومات لا حول لنا ولا قوة؛ لكن أملنا بمسؤولي هذه البلاد ورجالاتها كبير».