أبدت صاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبد المحسن حرم أمير منطقة المدينة رئيسة مجلس إدارة جمعية طيبة النسائية، استياءها إزاء تصرف فتيات قرية الأيتام في المدينة وما آلت إليه الأمور في القرية، وقالت في اجتماعها أمس مع مسؤولات الجمعية إن «هذا الحدث كان ردة فعل لتغييرات إدارية أقرها مجلس الإدارة في أكثر من جهة يشرف عليها، بما فيها قرية فتيات طيبة للأيتام». إلى ذلك، أحالت الأجهزة الأمنية في المدينةالمنورة مساء أمس 16 نزيلة في قرية الفتيات إلى سجن النساء في آبار علي، وذلك تمهيدا لإحالتهن إلى دار الرعاية في مكةالمكرمة، بعد أحداث الشغب التي شهدتها الدار أمس الأول. وقال مصدر أمني في شرطة المدينة أن بعض النزيلات حاولن الهرب من مقر مركز شرطة الخالدية، إلا أن التواجد الأمني المكثف حال دون ذلك، وأوضح أن النزيلات اعترفن أمام ضباط التحقيق باعتدائهن على مديرة الدار والمربيات، ونفى المصدر وقوع أية إصابات بين النزيلات ومنسوبات الدار والسجانات اللائي باشرن عملية مكافحة الشغب. وذكر المصدر أن شرطة الخالدية تلقت بلاغا قبل نحو 45 يوما من مربيات الدار، أكدن فيه أن هناك تجاوزات من قبل حراس الأمن، ورصد حراس متعاونون مع فتيات الدار ويحضرون لهن بعض الاحتياجات الممنوعة من خارج الدار، ولفت إلى أن تحقيقا فتح في حينها مع حراس الأمن والفتيات. من جهته، علق مدير عام الشؤون الاجتماعية في المدينةالمنورة حاتم أمين بري على هذه الواقعة، بقوله إن الشغب الذي وقع داخل القرية وخارجها هو بسبب سلوك بعض النزيلات، وتمت السيطرة عليه بمتابعة من أمير منطقة المدينةالمنورة، مشيرا إلى أن هناك استنفارا كاملا لدى الجهات المعنية والجهات الأمنية والمشرفات في مكتب الإشراف، ويجري حاليا إعادة تأهيل النزيلات في القرية لضمان عدم تكرار ذلك مستقبلا. وعلى الصعيد ذاته، قال مجلس إدارة جمعية طيبة النسائية الجمعية المشرفة على قرية الأيتام في المدينةالمنورة على لسان مسؤولة العلاقات العامة في الجمعية هناء الأنصاري، إن أحداث الشغب تلك جاءت نتيجة طبيعية لمحاولات الإصلاح والعلاج التي تنتهجها الجمعية حاليا، وتدل على الحاجة الملحة لهذه الإصلاحات، وأكدت أنه رغم أسف الجمعية تجاه ما حدث إلا أنها ثابتة ومستمرة في هذا المشروع العلاجي الذي يترجم حرص الجمعية ومجلس إدارتها على الفتيات. وزارت «عكاظ» أمس مقر القرية والمكتب الذي احتجزن فيه النزيلات الإخصائيات ومديرة القرية، وتمثلت آثار الشغب في كسر زجاج مكتب المديرة وكسر خزنة الملفات ونثر الملفات على المكتب وفي الممرات. وكانت جمعية حقوق الإنسان زارت القرية الشهر الماضي، ورصدت ملاحظات عدة، كان أهمها غياب التثقيف الديني والنفسي والاجتماعي وعدم وجود كادر إداري مؤهل، وهو ما رفع من نسبة هروب الفتيات المتكرر، وقالت الجمعية في تقرير رفعته إلى إمارة المنطقة إن إدارة القرية سكبت الزيت على الجدران لمنع هروب الفتيات.