وجه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ببحث مشكلة حرم مجري وادي الرمة إثر إطلاع الأمير على المشروع المعلوماتي الذي تقدمت به الكلية التقنية في محافظة عنيزة وتم تشكيل فريق عمل برئاسة محافظ عنيزة مساعد السليم لبحث مشكلات وادي الرمة داخل المحافظة خاصة بعد غرق المعلم أحمد الرعوجي في موسم أمطار عام 1429ه فيما شكلت أيضا فرق عمل أخرى في المدن والمحافظات في القصيم التي يمر بها وادي الرمة. كل ذلك كان مع بداية شتاء هذا العام، تحسبا لجريان الوادي الخطر. لذا تحركت الكلية التقنية في محافظة لتجميع البيانات عن الوادي منذ عام 1427ه وبعد فيضانه عام 1429ه وقررت الكلية إنشاء قاعدة بيانات تفصيلية ومتكاملة للوادي تلبي احتياجات جميع الجهات في المنطقة. وأوضح عميد الكلية التقنية في عنيزة المهندس محمد الشملان أن حوض وادي الرمة يمتد غربا من حرة خيبر شرق منطقة المدينةالمنورة وينتهي على أعتاب نفود الثويرات شمال شرق القصيم ب600 كيلو متر. وأبان الشملان أن المشروع سيطبق على منطقة الوادي الواقعة داخل حدود عنيزة ما بين جسري الهلالية غربا حتى طريق الرياض السريع شرقا قرب الكهرباء المركزية بمسافة 32 كيلومترا. مشيرا إلى أن أهداف المشروع هي وضع قاعدة بيانات معلوماتية متكاملة وشاملة للوادي باستخدام أحدث التقنيات الهندسية وعمل خارطة أساس تمثل سطح الأرض ورسم المعالم وتحديد نوعية التربة وتحديد مجري وحدود الوادي قبل وبعد فيضان 1429ه مع حصر المزارع والأراضي والتعديات. من جهته أفاد المحاضر في الكلية التقنية المهندس صالح الحربي الذي ينفذ مع زميله المهندس مشعل المطيري المشروع المعد عن مجرى وادي الرمة، أن الدراسة البحثية خرجت بعدد من التوصيات لهذا المشروع منها دعم فريق العمل بفرق مساحة ميدانية لتنزيل النقاط والإحداثيات التي تم تحديدها وتوسعة جسر المباركية حيث يمثل النقطة الحرجة على مسار الوادي وردم الحفر المحددة في الدراسة وتنظيف رواسب السدود بشكل دوري، ودراسة آثار مياه الصرف الصحي السلبية على الوادي وعلى مخزون المياه، المساهمة في اتخاذ القرارات المناسبة بالتخطيط العمراني للمنطقة وتنفيذ المشاريع. وأعلن محافظ عنيزة مساعد السليم خلال اجتماعه بفريق العمل لمشروع مجري الوادي أن هناك دراسة وصفية لمجري الوادي عام 1402ه تم خلالها تحديد المجرى ولكنها لم تنفذ على الطبيعة منذ دراستها في ذلك العام وظلت حبيسة الأدراج حيث كان فيضان الوادي في ذلك الوقت بشكل ملفت للنظر. وقال المحافظ إنه يجب ألا يتم تحميل ذنب أمر قديم حدث قبل 70سنة كون الأملاك منحت بها صكوك للحاجة للمياه في الزارعة. وأكد مصدر في فرع المياه والصرف الصحي في عنيزه أن هناك مشروع إنشاء حاجز بجوار السد القريب من المحطة المركزية للكهرباء ودراسة لتفادي مياه الصرف الصحي عن مجرى الوادي. وكشف مصدر مختص في المحافظة عن أن هناك أملاكا وسط مجرى وادي الرمة صدرت لها صكوك من البلدية والزراعة وهناك عوائق جديدة من الأملاك تحتاج إلى تفاعل جاد لإبعادها عن مخاطر مجري الوادي. من جهته رأى مشرف مادة الجغرافيا في تعليم عنيزة الدكتور عبدالرحمن الواصل أن هناك فسادا طال مجرى الوادي حيث أن الصكوك التي منحت فيه ماهي إلا كذلك. مطالبا بتوقف منح الفسوحات وعدم منح التراخيص على الطريق الذي يمر به الوادي وأن يمنع صرف أي تعويضات لمن استزرع أو سكن على مجارى الأودية متعديا. يذكر أن الدراسات تشير إلى أن وادي الرمة يجري بكل طاقته حوالى ثلاث مرات كل مائة عام وقد تم رصده خلال الأعوام التالية في: عام 1234ه حينما جرى لمدة 40 يوما وفي عام 1253ه لم ترصد مدة الجريان، بينما في عام 1376 ه جرى لمدة 22 يوما وعام 1402ه جرى وادي الرمة لمدة 17 يوما بينما في عام 1429ه جرى لمدة شهر كامل خلال ذي القعدة.