في الوقت الذي كانت فيه الفرق الخليجية تخوض تنافسا كرويا ساخنا وصعبا في بطولة خليجي 20 في اليمن، كانت هناك منافسة لا تقل سخونة وصعوبة تجري في الفضاء بين القنوات الرياضية على امتداد الخليج العربي للفوز بمتابعة المشاهد الرياضي، ولأن الجمهور السعودي هو المستهدف بالدرجة الأولى من قبل هذه القنوات لأسباب كثيرة ليس هذا مجال الحديث عنها فقد كان الفضاء السعودي هو ملعبها وساحتها، وهنا أحاول أن استعرض أبرز ملامح هذا التنافس ونجومه. المجلس أكادمي برنامج المجلس على قناة الدوري والكأس القطرية انزلق خلال تغطية خليجي 20 إلى ما يشبه برامج تلفزيون الواقع، مبتعدا كثيرا عن صبغته الفنية التي أكسبته شعبية كبيرة في السعودية والخليج، فالضيوف استهلكوا ساعات البث الطويلة بتقديم مشاهد مثيرة من الملاسنات، وأكثروا الحديث في خصوصياتهم الشخصية، رقصوا وغنوا، تخاصموا وتصالحوا، تحدثوا عن ملابسهم، ويومياتهم خارج الاستديو، بل إن أحدهم أحضر ابنه إلى المجلس، وتفاعل جمهور المشاهدين معهم باتصالاتهم مؤيدين لهذا ومعارضين لذاك، ولم ينقص البرنامج إلا أن يفتح باب التصويت أمام المشاهدين لاختيار نجم البرنامج! وما أحزنني أن يتورط الإعلامي الكبير صالح الحمادي في المشاركة في هذا البرنامج. خط الستة برنامج خط الستة على قناة أبو ظبي حافظ على رصانته وجديته في اختيار مواضيع النقاش ومعالجتها بعمق، وقدم وجبة رياضية يومية دسمة، ارتكب ضيوف البرنامج غلطة الشاطر عندما ناقشوا موضوع جنسية النجم الكويتي فهد العنزي، فتحدثوا عن قضية سيادية حساسة كان واضحا أنهم يجهلون الكثير من تفاصيلها وأبعادها. قناتنا الرياضية قناتنا الرياضية نجحت في استقطاب شريحة جديدة من المشاهدين بفضل الحيوية التي صبغت برامجها أخيرا، والمهنية العالية التي اعتمدتها في تغطيتها للحدث، ورغم أن القنوات الخليجية استقطبت عددا كبيرا من أبرز النقاد والمحللين الذين يحظون بشعبية لدى الجمهور الرياضي السعودي، إلا أنها استطاعت أن تفرض نفسها كخيار مفضل للكثير من المشاهدين مستفيدة من المزايا النسبية التي تتمتع بها، خصوصا وقد لمس الكثير من المتابعين ارتفاع سقف الحرية فيها، إلى حد أنها استطاعت في حالات كثيرة أن تتجاوز الصحف في نفسها النقدي بشكل يثير الإعجاب. كورة خليجية على قناة روتانا الخليجية واصل تركي العجمة لفت الأنظار في برنامج كورة، واستطاع أن يزاحم البرامج والقنوات الرياضية في جذب المشاهدين، رغم قصر مدة البرنامج نسبيا، وبرز بشكل واضح الحس الصحافي العالي في انتقاء ومعالجات البرنامج لقضايا الساعة. اهتمامات محلية القنوات الرياضية الخليجية الأخرى غلب عليها اهتماماتها المحلية، وكرست تغطيانها وبرامجها لمنتخباتها الوطنية. المعلقون وعلى خط مواز كان التعليق على المباريات ساحة أخرى للتنافس بين القنوات الفضائية لكسب أكبر شريحة من المشاهدين، ولم تسجل خليجي 20 بروز أسماء جديدة على خارطة التعليق الرياضي، فيما استطاع المعلق الإماراتي في قناة أبو ظبي فارس عوض تكريس اسمه ومكانته على رأس قائمة المعلقين المفضلين لدى الجمهور الخليجي.