• متزوجة منذ عامين، وعندي توأمان بنت وولد، وعمري 24 عاما وزوجي يبلغ من العمر25عاما، مشكلتي مع أهل زوجي، والد زوجي يحب التدخل في كل شيء يجمعني بزوجي حتى أمورنا الشخصية، حاولت إيقافه ولكني لم أتمكن إلا جزئيا، وصرت في نظره زوجة الابن السيئة، وأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل، وهو يحاول إلغاء شخصية زوجي، ودائما يقول إنه وأبناء جيله خير من أبناء هذا الزمان، وأنهم كانوا يتحملون المسؤولية أكثر من أبناء هذا الزمان، وهو دائما يريد أن يظهر أنه أحسن وأفضل واحد في الدنيا، وأن أولاده أسوأ أولاد في هذه الدنيا، وكثيرا ما هزأ ولده وطرده من البيت، وكل هذه الأفعال يفعلها حين لا أكون موجودة في البيت، أما إذا كنت موجودة فهو لا يفعل شيئا من هذا، وكلامه لي كذب، ومن كثرة أفعاله مع زوجي اضطر زوجي للذهاب لطبيب نفسي، وكلي أمل أن أجد من يساعدنا في حل المشكلات بدون أن يعطينا أدوية، أتمنى أن تنصحني. أم أروى جدة إن كان وصفك لوالد زوجك دقيقا، فهذا في الأغلب رجل يعاني من مشكلة الشعور بالنقص التي يعبر عنها من خلال التباهي بما لديه، وبما فعل، كما يعبر عنا من خلال الحط من قيمة الآخرين وعلى رأسهم أبناؤه، ويبدو أن مشكلتكم تكمن في أنكم تعيشون معه، مما يجعلكم أكثر عرضة للاحتكاك به والتعرض المباشر للحديث معه وتلقي نقده، وحل المشكلة يقع بالدرجة الأولى عليك وعلى زوجك، لأن والد زوجك لا سلطان لنا عليه، وليس سهلا أن نؤثر به، فهو لا يشعر أنه يعاني من مشكلة، وإنما المشكلة كما ذكرت تكمن في أبنائه، وفي هذا الجيل الذي لم يعد يتحمل المسؤولية واللامبالي على حد تعبيره وهو لن يصغي لأحد، كما أنه لن يعيرك ويعير ولده الاهتمام الذي تنشدونه، كل ما تحتاجون لمعرفته أنه بحاجة ماسة لاستعراض منجزاته، والحط من قيمة من هم أمامه، وهو بهذا يشعر بالارتياح لأنه بهذا السلوك يعوض بعضا مما يشعر به من نقص، وحين تعرفون هذه الحقيقة سيقل لديكم الشعور بالظلم، أو الإهانة، أو الضيق، لاسيما أن زوجك بحاجة ماسة لبر هذا الأب، وهو بحاجة للصبر على هذا النوع من الأذى الذي يصدر عنه، ودورك يكمن في مساعدة هذا الزوج على قبول هذا النوع من الأذى؛ لأن زوجك بحاجة ماسة لرضا والده، وهو بهذا الرضا قد يدخل الجنة، في حين أو والد زوجك ليس بحاجة لرضا ولده، أقول لك هذا الكلام مع يقيني أن سلوك والد الزوج ليس صحيحا، وليس سليما وليس مقبولا لا شرعا ولا عقلا ولا عرفا، والبحث عن مبررات لتخطئته سلوك عابث لأننا نعرف المعرف، ونثبت صحة الصحيح، فلا مجال لمناقشة فداحة هذا السلوك، لاسيما أنني قلت لك أن هذا سلوكا فرعونيا، فلا تضيعي وقتك في البحث عما يؤكد خطأ سلوك هذا الرجل لأنني أسلم لك بخطئه، وإنما المهم في المسألة أن تخففي عن زوجك لا أن تدفعيه إلى مزيد من الغضب الذي يضطر لضبطه مما يعني المزيد من التوتر الداخلي والنفسي له، ولو كنت مكانك لأكثرت من عبارة: هذا والدك، وهو ابتلاؤك في هذه الدنيا ولا تملك أن تغيره إلا بالمعروف، وحين تقابلي والد زوجك وتظهري له الاحترام خير من إظهار عدم الاحترام، وعدم مناقشته خير من مواجهته وإثبات أنه على خطأ فهو يملك أن يشوه سمعتك وسمعة ولده، تماما كما فعل فرعون مع موسى، أرجو أن تكوني عونا لزوجك على استيعاب والده لا أن تكوني عونا له على زيادة حدة غضبه الذي ستدفعين مع زوجك ثمنا له.