• أنا متزوجة وأبلغ من العمر 29 عاما، أم لولدين وبنت، ومستقرة مع زوجي وأولادي وسعيدة ولله الحمد، ولا أعاني في حياتي الزوجية من أية مشكلات، متعلمة وعندي شهادات مميزة، ولكن مشكلتي مع والدي الذي يبلغ من العمر 55 سنة، يحمل شهادة السادس الابتدائي، يراه البعض أنه مستقيم، ولكن وراء هذا الستار كذب وخداع فله ثلاث زوجات، ظالم لهن، أسكنهن في منزل واحد، ولديه 16 من الأبناء، فأشقائي الذين يبلغ عمر أحدهم 20 سنة ينامون مع أمي في غرفة واحدة، كما أن أبناء الزوجة الثانية الذين لهم من العمر 14، و15، و16 ينامون مع أمهم في غرفتها، ومع أنه تاجر إلا أن زوجته الثالثة تعيش مع أهلها ولا يعترف بوجودها إلا أحيانا، وهو ظالم وكذاب ومتسلط، وحين نقل زوجته الثانية إلى منزل مستقل، وأحضر الزوجة الثالثة مكانها دون أن يترك لنا أي مجال للتوسع في المنزل، ويرى أن والدتي هي عنده كالخادمة، ويعاملنا أنا وإخوتي بكراهية، في حين أن الزوجة الثانية لا يعاملها كما يعاملنا، يضرب أخي ويهينه ويتكلم عليه أمام الناس أنه فاشل وحرامي، ويتهم أمي بأنها ظالمة وكاذبة، وهي من كان لها الفضل الكبير بعد الله فيما وصل إليه، وبالمقابل يعاملنا نحن بناته بقسوة وظلم وكره، وجميع أبنائه وبناته 16 نتمنى موته، لم نتلق منه أية هدية سواء إحدانا تزوجت أو مرضت أو أنجبت، في حين أنه يقدم أجمل الهدايا للناس، وحين يضرب إخواني الذكور يضربهم بقسوة، لذا كثيرون منهم هجروه وتركوه، ويدعون عليه بكل الدعوات، وصاروا لا يسلمون عليه، ويوجهون له الكلام الجارح، وصرت أكره أبي وأتمنى له الموت القريب، كيف نتصرف مع أبي؟ أم ف أبها الواضح أن كم الكره الذي تحملينه لوالدك كبير وضخم، والواضح أن صورته في نفسك سيئة، والمؤسف أن هذا السوء قد انتقل إلى كل من له من مظهره بعضا مما يشبه أباك، فإن كان والدك كما تقولين فهذا أمر مؤسف جدا، لأنه بهذا أساء لنفسه ولأسرته، ولا بد من التنويه هنا إلى أمر خاطئ جدا وقعت به، ألا وهو التعميم، لا تنسي أن ما يفعله يحسب عليه ولا يحسب له، والشخصية التي يظهرها لا يأمره دينه أن يمثلها، وحين نصدر حكما على فئة من الناس نتيجة سلوك خاطئ يمارسه بعض أفرادها فإننا نكون قد وقعنا في خطأ فادح، فالمبدأ الذي تعرفينه ونعرفه جميعا حدده رب العالمين بقوله: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وأنت هنا مطالبة بأن تكوني منصفة لأبيك ولنفسك ولكل من له مظهر أبيك، فإن كان يمارس عكس ما يقوله فوزره على نفسه وسيتحمل هذا الوزر يوم الدين، وطالما أنك تعيشين حياة هانئة مع زوجك وأولادك، فأنت بحاجة لنصحه سواء سمع منك هذا النصح أم لم يسمعه، كما أنك مطالبة بالتخفيف من هذه الكراهية التي لن تجلب لك إلا التوتر والتعب النفسي والجسدي، كما أن مثل هذه الكراهية لن تصلح حال أبيك، لا سيما أن هذه الكراهية وصلت حدا غير مقبول وغير معقول، فالتفكير بقتل أبيك والانتقام منه أمر مرفوض لأن الوحيد الذي سيدفع ثمن هذا الكره هو أنت، هو يعيش ويتحدث للناس ويمارس كل ما يريده وأنت تزيدين من نار الحقد والكره بداخل نفسك وهي بلا شك ستحرقك، وقد تدفعين الثمن قريبا توترا في حياتك مع زوجك وأولادك، ليس المطلوب منك أن تصلحيه، ولكن المطلوب أن تبريه على الرغم من كل ما يفعل، ومع برك له يسهل أن تلين نفسه ليسمع النصح، وإن لم يستجب لنصحك فتأكدي أنه بحاجة للكثير من الدعاء له أن يصلح الله حاله في دنياه قبل آخرته، ويمكنك الاستعانة ببعض أهل الفضل ممن يعرفونه من أقاربكم لنصحه وإرشاده قبل فوات الأوان.