أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، أن الانفتاح الفكري والإعلامي في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز أتاح الفرصة للنقد الهادف البناء، مهما كانت شدة اللهجة شريطة أن يكون الهدف منه الإصلاح لا الهدم، لافتا إلى أن هذا الانفتاح والحرية لا يعنيان التركيز على حالات فردية أو سلبيات عارضة وترك كم هائل من الإنجازات في كافة قطاعات الدولة». وأبان خوجة في الأمسية التي نظمها صالون الدكتور رشيد البيضاني الثقافي البارحة الأولى بحضور عدد من المثقفين والأكاديميين «أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين أكدت على إعطاء الناس الحرية في التعبير إعلاميا، مشددا على الحيادية، ومحذرا من استهداف الإعلام للشخصيات العامة لأغراض شخصية». واضاف خوجة «ليس هناك أحد فوق النقد، ولكن يجب أن يكون ذلك بالحرية الملتزمة، فالملك عبدالله يتماشى مع العصر ويرفض محاصرة الحريات مع مراعاة حقوق الآخرين»، وأضاف «علينا أن نعرف مستوى الحرية ونحاول الاستفادة منها في التنمية، بعيدا عن استغلال هذا الهامش الحر لشحن الناس. وعن الغزو الإعلامي الفضائي والإلكتروني قال خوجة : «لا يمكن أن نتعامل مع البث الفضائي والإلكتروني بالحجب والرقابة، لأننا لا نملك ذلك، وإذا أغلق موقع، أو أوقفت قناة فضائية فإنها ستخرج من أي مكان آخر في العالم»، وعلق أستاذ اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز الكاتب الدكتور محمد خضر عريف على ما طرحه الوزير بهذا الخصوص قائلا: «نحن معك بأنه ينبغي التعامل مع هذا الطوفان بعقلانية وشفافية في آن واحد». الأمسية التي ركزت على أربعة محاور «الانفتاح الإيجابي، الحرية المنضبطة، الأدب الراقي، والتصنيفات المشينة» تخللها عدد من المداخلات حيث شهدت الأمسية حضور عدد من المثقفين والأكاديميين منهم الدكتور شهاب جمجوم، الدكتور عبدالرحمن الوهابي، الدكتور محمد خضر عريف، الدكتور سعيد الأفندي، أحمد عمر مسعود، الدكتور أنور عشقي، الدكتور محمد المطلق، إحسان طيب، عبد الله الأجهر، ومساعد رئيس تحرير عكاظ هاشم الجحدلي، ورجال الأعمال مطلق المطلق، عبد الخالق سعيد، عبد الله بن درويوش.. خوجة أجاب على مداخلة للدكتور الوهابي عن دور الأدب في صناعة الواقع الثقافي لكل الأمم، وأوضح الوزير «الأدب يصنع الواقع الثقافي، وهذا ما كان يحصل على مدى التاريخ»، محملا الأدباء مسؤولية أمانة الكلمة، بحيث يكون الأدب خادما للفضيلة والتقدم العلمي والانفتاح الإيجابي، وطالب الوزير بالنهوض بالأدب الراقي المفيد، الذي يعد عملية بنائية. وفي إجابة أخرى لوزير الثقافة والإعلام على إحدى المداخلات، أكد على عدم جواز التعرض لعقائد الناس، ومذاهبهم، أو تكفيرهم، أو تفسيقهم، أو تصنيفهم، بحيث يؤدي ذلك إلى الفرقة وتفتيت الوحدة، مشددا على مسؤولية الإعلاميين في نشر هذه الثقافة.