كشف مسح طبي أعدته أستاذة مساعدة في كلية الطب في جامعة الطائف الدكتورة خديجة يوسف العالي، عن اكتشاف 19 نوعا من البكتيريا في 400 عينة من الزي الرسمي في مستشفى القوات المسلحة في الهدا «تشمل العسكريين والأطباء والممرضين والفنيين والإداريين والعاملين في المستشفى». وأشارت الدكتورة العالي في ورقتها العلمية المقدمة في مؤتمر الطب العسكري في جدة أمس عن دراسة مدى التلوث الميكروبي في الزي الرسمي وأثره على الصحة العامة في مستشفيات القوات المسلحة في الطائف إلى أن المستشفى تشكل بيئة خاصة ذات علاقة بالتلوث الميكروبي، حيث يعتبر التلوث البيئي للمستشفى أحد أخطر المشاكل التي تواجه العاملين في الرعاية الصحية والمرض ومثلت الهدف تقييم التلوث الميكروبي «البكتيريا» وانتشاره في الزي الرسمي وأثره على الصحة العامة من أجل مخاطر انتقال الميكروبات المسببة للأمراض في مقر المستشفى. وبينت أنه تم أخذ جميع العينات من أساور القمصان والجيوب والأكمام والأزارير وتم جمعها باستخدام مساحة قطنية معقمة ثم وضعها على الفور في وسائط مختلفة ونقلها إلى حضانة في درجات حرارة مختلفة، وبعد فترة الحضانة تم تحديد مستعمرات البكتيريا باستخدام أساليب قياسية وتم تحليل البيانات باستخدام البرنامج الإحصائي. وخلصت بالقول، إلى أن النتائج أوضحت اكتشاف التلوث الميكروبي في جميع عينات الدراسة، وتم عزل ما مجموعه 19 نوعا مختلفا من أنواع الميكروبات عن الزي الرسمي في مستشفى القوات المسلحة في الهدا، منوهة إلى أن هناك اختلافات كبيرة في حالات البكتيريا التي تم عزلها عن الزي الرسمي، وأوصت بأن يكون لدى كل مستشفى برنامج فعال للسيطرة على التلوث بإشراف لجنة لمكافحة التلوث، ويجب الحد من التلوث الميكروبي في المستشفيات. الطب الشرعي وتناولت ورقة عمل كبير اختصاصي الطب الشرعي في إدارة الطب الشرعي وشؤون المشرحة في جدة الدكتور ممدوح كمال زكي الرؤية الطبية الشرعية للكوارث التي تنتج عن تدافع الحشود والتي يمكن تجنبها باتباع بعض المناهج الميدانية العلمية في السيطرة على الحشود ومنع التدافع خصوصا في الموقع الذي تتناسب قدرته الاستيعابية في أوقات الذروة مع الأعداد الكبيرة للحشود، ولاسيما مع اضطراب في الحركة بسبب التراجع والتوقف واحتمالية حدوث ذعري بين الصفوف وردود الأفعال غير المتوقعة. وأشار إلى أن أسباب الوفاة تختلف في تلك الأحداث ما بين إصابات جسيمة ناتجة عن الدهس أو الانهيارات والاختناق سواء بسبب الرضوض أو نقص الأوكسجين أو استنشاق غازات سامة. ولفت إلى أن الأطباء الشرعيين يقومون بإنجاز مهماتهم نحو ضحايا تلك الكوارث، ويتضمن الكشف الطبي الشرعي الظاهري في بيان نوع الإصابات الظاهرية إن وجدت وكيفية حدوثها، والتأكد من أسباب الوفاة المختلفة في هذا النوع من الكوارث، وقد تتطور الفحوص إلى إجراء الصفة التشريحية لبعض أو كل الضحايا متى تزامنت أنواع أخرى من العوامل في نفس موقع الكارثة مثل حدوث حرائق أو انبعاث غازات سامة أو اشتباه في نمط وكيفية بعض الوفيات، وبيان تزامنها مع الحدث من عدمه، مؤكدا «أن دور الطبيب الشرعي لا يقتصر على الكشف والتعرف على الضحايا بل يتضمن الدراسة العلمية المنهجية لكل حدث على حدة والمشاركة في وضع تصور موحد للأسباب الحقيقية لوقوع الكارثة ومقارنتها وربطها بأسباب الوفاة، ومن ثم الوصول إلى حلول جذرية وسبل وقائية وإجراءات استباقية للحيلولة دون تكرار حدوث حوادث مماثلة». التعليم الطبي وتحدث المقدم طبيب محمد عبد الله الجهني رئيس قسم التعلم الطبي في كلية الأمير سلطان للعلوم الصحية في الظهران في ورقته عن جوانب تطبيق مهنة مساعد الطبيب داخل المنظومة الطبية العسكرية، موضحا أنه تم تعديل نموذج الممارس الطبي القائم على مساعد الطبيب على نحو ناجح بواسطة الجيش الأمريكي والقوات المسلحة الكندية من أجل استكمال الرعاية الطبية في المواقع العسكرية وتلبية مطالب الرعاية الصحية المتزايدة في النظام الطبي العسكري في المملكة، وقامت الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع والطيران بالتعامل مع قسم الطوارئ في جامعة جورج واشنطن بإطلاق مبادرة مبتكرة لتطوير برنامج تدريب للأطباء المساعدين وتنفيذه، موضحا أنه بعد مشاورات واستعدادات استغرقت عاما استهل برنامج «طبيب مساعد» في المملكة، والذي يعد الأول من نوعه في كل من المملكة وسائر منطقة الشرق الأوسط «فصله الدراسي الأول تكون من 27 طالبا وذلك في سبتمبر 2010 في كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية في الظهران»، مشيرا إلى أن البرنامج الممتد على 28 شهرا سيقوم بإعداد ضباط عسكريين يحصلون على شهادات طبيب مساعد تعادل درجات الماجستير والذين سيقومون بممارسة الطب تحت إشراف الأطباء كأعضاء في فريق الرعاية الصحية. إعلان التوصيات إلى ذلك أوضح مدير إدارة الشؤون العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة المقدم منصور بن عبد الله الحميدي، أن المؤتمر يختتم جلساته اليوم بالجلسة الختامية وإعلان التوصيات، بعد أن تداول مواضيع وورش عمل ناقشت الطب المبني على البراهين وطرق البحث العلمي والعلوم البيطرية. لافتا إلى أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية اعتمدت أنشطة المؤتمر بواقع 31 ساعة كتعليم طبي مستمر، تتمثل في خمس ساعات لمواضيع الطاولات المستديرة، و12 ساعة لورش العمل، بالإضافة إلى 14 ساعة للمحاضرات العلمية.