أكد العقيد أحمد بن ناصر القرزعي أن الخدمات الطبية العسكرية خاضت تجربة فريدة من نوعها في الاخلاء الطبي ومعالجة مصابي الحروب على جبال جازان، حيث واجهت الكثير من الصعوبات والتحديات مما اتاح لها استخلاص العديد من الدروس والاستفادة منها مستقبلًا في وضع استراتيجية جديدة للاخلاء الطبي في البيئة الجبلية بالتعاون مع دول لها خبرة في هذا المجال. وقال في ورقة عمل قدمها في اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الثاني للمجموعة الاقليمية العربية للطب العسكري أمس الاثنين: إن الأحداث التي حصلت على الحدود الجنوبية السعودية في الحرب ضد المتسللين الحوثيين والمجهودات الجبارة التي قامت بها الخدمات الطبية للقوات المسلحة في توفير الخدمات العلاجية واللوجستيكية للوحدات المقاتلة للجيش السعودي في الخطوط الامامية، ينبغي على اي باحث في هذا المجال تسجيل هذه التجربة واستخراج الدروس المستفادة منها، علمًا بأنها كانت التجربة الاولى من نوعها للخدمات الطبية، كذلك لا بد من مناقشة تجربة المستشفى الميداني الرابع للخدمات الطبية ودعمه للسرايا الطبية في الألوية المشاركة وأيضًا للخطوط الأمامية في عمليات الاخلاء الجبلي وما صاحبه من تغير وتعديل على الطرق التقليدية لعمليات الاخلاء الطبي الميداني إلى طرق تتناسب مع الحدث (الاخلاء الجبلي). وبين أن هذا الموضوع سوف يناقش بالتفصيل عدة نقاط مهمة أبرزها: المرونة في استخدام جميع طرق الاخلاء والتغيرات المستلزمة على آليات العمل في التضاريس الجبلية، مدى تأثير البيئة على الافراد والاجهزة والمعدات، اولويات الاخلاء الطبي، اهمية الكشف الطبي المبدئي في طرق الاخلاء الطبي الارضي في الجبال والاودية وتأثيرها على آلية الاخلاء البري، والدور الرئيسي لحملة النقالة (المبادئ الاساسية، المستلزمات، ومن ثم تذليل الصعوبات لنقل الجندي المصاب من الجبال والمنحدرات الوعرة)، الاخلاء الجوي.. اهميته ودوره ومعوقاته، الاتصالات (اهميتها والصعوبات)، معرفة الفرقة الطبية للطرق وطبيعة المنطقة لتجنب الضياع، بالإضافة إلى طبيعة ومناخ الجبال وتأثيرها في عمليات المعالجة والاخلاء، التموين ودعم السرايا الطبية والخطوط الأمامية بالمستلزمات الطبية والصعوبات التي قد تواجه توصيلها إلى الخطوط الامامية، والامراض المستوطنة في جبال منطقة الخوبة مثل حمى الملاريا، والنتائج (احصائيات لعدد المرضى المعالجين في المستشفى الميداني، مصابين وشهداء المعركة، بالاضافة إلى المرضى الذين تم اخلاؤهم من الخطوط الامامية للمستشفى الميداني، ومن منطقة جازان إلى مستشفيات القوات المسلحة في باقي مناطق المملكة لتخفيف الضغط على مستشفيات المنطقة والاعتبارات المهمة في الاخلاء الجوي). نقل 837 حالة خلال عام وفي ورقة ثانية عن (دور الاخلاء الطبي في تقليل إقامة المرضى بالمستشفيات وتقليل التكلفة وتكثيف العناية)، كشف العقيد عدنان غرم الله الزهراني أن الاخلاء الطبي نقل 837 حالة خلال عام 2009م من والى مستشفى القوات المسلحة بالرياض، منها 450 حالة كسور وحوادث، 282 حالة قلب، و105 حالات جلطة دماغية. الصدمات النفسية وتناول الدكتور عبدالرزاق بن محمود الحمد في ورقته موضوع (العلاج النفسي للصدمات النفسية - برنامج لاعداد الكوادر في المؤسسات العسكرية)، موضحًا أن الصدمات النفسية تحدث بعد الحوادث والكوارث والحروب وذلك على مستوى الافراد والاسر والمجموعات والمجتمع كله. ومن اهم القطاعات التي تواجه حدوث الصدمات النفسية في مجال عملها او في مهماتها هي القطاعات العسكرية عمومًا فهي معنية بالمشاركة الفعالة في الحوادث العامة والكوارث وتقديم المساعدة لعموم المصابين فيها، وكذلك هي معنية في مهامها وواجباتها الخاصة بغيرهم من المصابين في المنطقة التي تحدث فيها الحرب، وعليه كان لزامًا أن تعد الكوادر المؤهلة علميًا وتدريبيًا في علاج حالات ما بعد الصدمات سواء في الحال او ما بعد ذلك. ************** د. الشدوخي تطرح استراتيجية لتحسين خدمة المرضى وتقليص الانتظار في الطوارئ قدمت الدكتورة أمل بنت عبدالله الشدوخي استشارية طب أسنان الأطفال منسقة تطوير الجودة وسلامة المرضى في قسم طب الأسنان بالمستشفى العسكري بالرياض، ورقة عمل تهدف إلى تحسين الخدمات المقدمة للمرضى في المستشفيات والحد من الزحام وتقليص الزحام فترة الانتظار في أقسام الطوارئ. وتتحدث ورقة العمل التي جاءت بعنوان (الاستراتيجية والعمليات الرابط المفقود)، عن مراجعة وثائق وأوراق عملية سابقة، تربط بين تكوين الاستراتيجيات وتحويلها إلى عمليات فعالة في الإدارة التنفيذية، حيث أكدت مقدمتها على خمس خطوات أبرزها تخطيط العمليات، المراقبة والتعلم، اختبار الاستراتيجية وتبنيها، وطرحت أدوات يستخدمها المديرون في المستشفيات بصفة عامة. وشرحت د. الشدوخي ورقتها بتفصيل أن الاستراتيجية توضح للمدير الرؤية والرسالة والقيم للمؤسسة، وتحويل الأهداف إلى خطة عمل، وقياس النتائج المطبقة والمستهدفة والتي على أساسها يتم تغيير الاستراتيجية، حيث تضيف الاستراتيجية للمرضى القيم من خلال متابعتهم وتحسين الخدمات المقدمة لهم بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى تقديم القيمة للعاملين في المستشفيات. **************** المؤتمر الدولي يناقش كوارث الحروب والحشود والرقابة الصحية في المنشآت الغذائية العسكرية واصل المؤتمر الدولي الثاني للمجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري أعماله يوم أمس الاثنين في فندق هيلتون بجدة، ورأس اللواء الطبيب محمد بن عبدالعزيز الموسى مدير إدارة البرامج والعقود بالخدمات الطبية بالقوات المسلحة جلسة في محور المهام الانسانية في الطب العسكري قدمت خلالها عدة أوراق عمل هامة منها: (الحروب والصراعات والإعاقة) للدكتور ماهر بن سعد الجديد، و(الكوارث الناتجة عن تدافع الحشود - رؤية طبية شرعية) للدكتور ممدوح كمال زكي. وفي الجلسة الثانية برئاسة اللواء الركن عبدالعزيز بن صالح البلاع مساعد مدير عام الخدمات الطبية للشؤون الإدارية، تحدثت الدكتورة هيفاء الناصر عن جميع محاور المؤتمر، فيما قدم مدير عام الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة اللواء الطبيب كتاب بن عيد العتيبي ورقة عمل بعنوان (خطة الخدمات الطبية للقوات المسلحة أثناء العمليات العسكرية في الجنوب)، بالإضافة إلى عدد من أوراق العمل للمشاركين من دول أجنبية صديقة تناولت الجراحة في البعثات الإنسانية، تدريب قوات الدعم المتنقلة، وإصابات القلب في العمليات العسكرية. وتناولت الجلسة الثالثة التي رأسها اللواء الطبيب عبدالعزيز العيسى، والدكتور محمد بن سليمان الجارد، محور (الوقاية الصحية في القوات المسلحة)، وتضمنت عددا من الموضوعات الهامة منها (الكشف المبكر عن سرطان الفم) للدكتورة مها المحيا، (علاقة انماط الشخصية ببعض الارتباطات النفسية المرتبطة بالعمليات الحربية) للدكتور أحمد محمد الناشري. وجاءت الجلسة الرابعة في ذات المحور برئاسة اللواء طبيب عبدالعزيز محمد العيسى، وابراهيم بن سليمان الصغير، وتضمنت أوراق عمل هامة منها (دور الرقابة الصحية في المنشآت الغذائية العسكرية في تعزيز سلامة الغذاء) للدكتور البيطري أمين ابراهيم الحبابي. وعقدت الجلسة الخامسة برئاسة اللواء ركن عبدالعزيز بن صالح البلاع ، والدكتور أمين ابراهيم الحبابي وتضمنت عددا من المواضيع الهامة لعدد من المشاركين من داخل المملكة وخارجها. ************* د. مها المحيا: 300 حالة جديدة سنويا لسرطان الفم بالمملكة كشفت استشارية متخصصة في طب أمراض الفم أن معدل الحالات الجديدة لسرطان الفم المسجلة عن طريق السجل الوطني للأورام يتراوح بين (200 -300) حالة سنويا. وقالت الدكتورة مها بنت علي المحيا استشارية طب أمراض الفم ورئيسة قسم طب الفم والبحوث بقسم الاسنان بمستشفى الرياض العسكري واستاذ مساعد بكلية الرياض لطب الأسنان والصيدلة، في ورقة عمل قدمتها مؤتمر الطب العسكري أمس: وبشكل مغاير عن السرطانات الأخرى ( مثل سرطانات الثدي والقولون والمستقيم والبروستاتا )، فإن نسبة البقاء من سرطان الفم والبلعوم لم تتحسن في السنوات الخمسين الأخيرة. ولفتت إلى أن عدد الحالات الجديدة لسرطان الفم المشخصة في الولايات المتحددة الأمريكية خلال العام 2007 ميلادي بلغ 2800 حالة، رغم القيام بالفحص الروتيني كجزء من الكشف الطبي. وبينت أن معظم الحالات يأتي المريض بآفات متقدمة مع أن هذا يبدو غريبا، حيث أن المرض ينشأ أساسا على سطح غشاء بطانة الفم التي هي سهلة وواضحة للفحص المبكر بالنظر أو اللمس، ويمكن أن يعزى ذلك إلى قلة الوعي بمدى خطورة الآفات الصغيرة العرضية والتي لديها قابلية التحول إلى آفات سرطانية خطيرة، الأمر الذي يؤدي إلى تأخير تشخيص المرض حتى مراحل متقدمة. وأكدت د. المحيا أن الوقاية من سرطان الفم وتبعاته المرضية المميتة تقع على عاتق التشخيص المبكر للآفات السرطانية التي تسمح بالتشخيص النسيجي بتقديم العلاج الضروري باكرا، ولكن نقص الوقاية والكشف المبكر لسرطان الفم من قبل مقدمي العناية الصحية يمثل مشكلة عالمية، وبالرغم من أن معظم أطباء الأسنان يدعون إجراء الفحص الفموي لمرضاهم للكشف عن أي آفات سرطانية، إلا أن هناك دراسات عدة أوضحت قصور المعرفة لدى الأطباء في ما يتعلق بأسباب وتشخيص سرطان الفم، ومن الواضح أن هناك حاجة لتحديث منهج علمي للوقاية من سرطان الدم والكشف المبكر. وأشارت إلى أن التقدم الحديث لأبحاث سرطان الفم أدى إلى تطوير وسائل تشخيص يمكن أن تكون مفيدة للكشف المبكر عنه، لافتة إلى أن الهدف من الورقة العلمية التي طرحتها هو التركيز على الدور الهام لمقدمي الرعاية الصحية في الكشف المبكر عن سرطان الفم والذي سيكون له مردود كبير في تحسين نسبة البقاء عند هؤلاء المرضى، مؤكدة أن هناك حاجة لتفعيل برنامج الوقاية والكشف المبكر. وقالت د. المحيا إنه سيتم مناقشة عدة تقنيات تشخيصية حديثة ظهرت في العقد الأخير تساعد على الكشف المبكر عن الآفات المسرطنة.