شاركت 14 دولة عربية في أعمال المؤتمر الدولي لطب الكوارث الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في إطار برنامجها لعام 2010 في مقر الجامعة في الرياض، لمدة ثلاثة أيام بالتعاون مع المنظمة الدولية للحماية المدنية والإدارة العامة للدفاع المدني السعودية وهيئة الهلال الأحمر السعودي، في حضور رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية عبدالعزيز الغامدي، ومشاركة أكثر من 200 مشارك ومشاركة من رجال الفكر وذوي الاختصاص بموضوع المؤتمر. ويشارك في أعمال المؤتمر مسؤولون من وزارات الداخلية والصحة والعدل ومتخصصون في إدارات الدفاع المدني والحماية المدنية والطب الوقائي والهلال الأحمر في الدول العربية والأجنبية. ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية طب الكوارث في الأزمات والكوارث، والتعرف إلى الخبرات الدولية في هذا المجال. وسيتناول المؤتمر المحاور الرئيسية التالية: إدارة عمليات الإسعاف وتنظيمها أثناء وقوع الكوارث وكيفية مواجهتها، والوسائل المستخدمة في الكوارث الناجمة عن النقل البحري والجوي والسكك الحديدية، والوسائل المستخدمة في الكوارث الناجمة عن الانفجارات والفيضانات والزلازل، وسبل التعامل النفسي مع ضحايا الكوارث، وتطوير عمليات الإسعاف بكل جوانبها إلى جانب القيادة والتحكم في أوقات الكوارث والأزمات ووظيفة الطبيب وعلاقته بوسائل الإعلام في حال حدوث كوارث. وقال رئيس جامعة نايف الدكتور عبدالعزيز الغامدي: «إن المتابع للكوارث بكل أنواعها التي شهدها ويشهدها العالم اليوم يدرك فداحة وخطورة الكارثة وطنياً وإقليمياً ودولياً كما يدرك الآثار السلبية التي تخلفها تلك الكوارث، أمنياً واجتماعياً ونفسياً واقتصادياً، ولذلك كان الاهتمام بطب الكوارث الذي هو تخصص حديث نسبياً يهم العاملين في الخدمات الصحية ذات العلاقة عند وقوع الكوارث، كما يهم رجال الأمن والعاملين في مجال الدفاع المدني والحماية المدنية، إضافة إلى تطور الحياة المعاصرة وتطور التقنيات الحديثة يجعل هذا الأمر بحاجة إلى وقفة تأملية لإتقان فن طب الكوارث بما يشمل جميع التخصصات ذات العلاقة، كما أنه إحدى الوسائل الرئيسية لمعالجة نتائج الكوارث وآثارها». وأوضح أن المؤتمر «ينفذ بتوجيه مباشر ورعاية كريمة من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة الأمير نايف بن عبدالعزيز ووزراء الداخلية العرب، لاستشراف المستقبل وتلبية الحاجات الأمنية العربية الآنية والمستقبلية بطريقة علمية وتخطيط استراتيجي يسهم في تحقيق الأمن العربي بمفهومه الشامل». وأكد رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية في جنيف بلقاسم كتروسي أن «المنظمة تفتخر بتعاونها مع جامعة نايف التي أصبحت رائدة في مجال تخصصها على المستوى الدولي، إذ إن كثيراً من دول العالم أصبحت تطلب خبرات الجامعة الأمر الذي يجعل المنظمة الدولية تضع إمكاناتها كافة تحت تصرف جامعة نايف». وأعرب عن تقدير المنظمة «للنجاحات التي تحققها مختلف أجهزة الدولة السعودية في موسم الحج وهو عمل مضنٍ وشاق»، مشيراً إلى أن «هذا الأداء يشرف المنظمة»، موضحاً أن «الخبرة السعودية أصبحت نموذجاً يُقتَدى به ومدرسة تقصدها دول العالم في ما يتعلق بطب الكوارث وإدارة الحشود». وألقى عميد مركز الدراسات والبحوث في الجامعة الدكتور عبدالعاطي أحمد الصياد كلمة بين فيها اهتمام الجامعة بطب الكوارث والاطلاع على التجارب الدولية، فضلاً عن إرساء أسس التعاون العربي والدولي في هذا المجال. بعدها ألقى المشرف العلمي على المؤتمر الفريق الدكتور عباس أبو شامة كلمة استعرض فيها محاور المؤتمر، مبيناً أن «الجامعة توثق علمياً وتؤصل لطب الكوارث وأسهمت في بناء قواعد حديثة لطب الكوارث منذ المؤتمر الدولي في السويد في عام 1993». إلى ذلك، بدأت أعمال الجلسة الأولى للمؤتمر التي رأسها الدكتور عبدالعاطي الصياد، وشارك فيها الفريق الدكتور عباس أبو شامة بورقه عمل بعنوان: «تعريف طب الكوارث ومهامه وأهميته وطبيعة الخدمات الصحية في الكوارث»، والدكتور موفق البيوك بورقة في عنوان: «العناية بالمصابين أثناء النقل للمستشفيات»، والعميد ثامر المجالي بورقة تناولت «طب الكوارث والخدمات الصحية في المؤسسات الإصلاحية»، فيما قدم نداء بجو ورقة عمل موضوعها «تطوير طرق تدريب وتعليم المستجيبين للكوارث باستخدام البرنامج السعودي». وفي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور أحسن مبارك طالب قدم الدكتور خالد بن محمد الجهني الورقة الأولى في عنوان: «طب الكوارث في المملكة العربية السعودية: التميز والتحديات»، ومحمد المري الورقة الثانية بعنوان «التدريب الأمني ومقررات طب الكوارث»، أعقبه الدكتور رجاء عبدالمعبود بورقة موضوعها «دور الطبيب الشرعي في التحقيقات في حالات الكوارث»، ثم الدكتور مساعد منشط اللحياني بورقة موضوعها «طب الكوارث في الإسلام» أعقب ذلك جلسة مناقشة عامة.