اليوم أول يوم في العام الهجري الجديد فكل عام وأنتم في خير وعافية. اعتاد الناس في بداية العام الجديد أن يتبادلوا الأمنيات الطيبة والتوقعات السارة، رجاء أن يحقق لهم العام الجديد ما فشل العام المنصرم في تحقيقه. وقد قرأت للعقاد عبارة يستقبل بها العام الجديد أعجبتني حقا، يقول مخاطبا العام الجديد: «يومنا الجديد في سنتنا المقبلة، لتكن درجا في سلم، ولا تكن دركا إلى منحدر». حسب رؤية العقاد، في كل عام جديد ينبثق أمامنا طريقان: إما التوجه إلى الصعود، أو التوجه إلى الانحدار. وكلا الطريقين نحن الذين نبنيهما بأيدينا، وليس العام، أو الزمن، أو الظروف، أو الحظ، أو غير ذلك من الحجج والتبريرات التي يلجأ إليها البعض كلما رأوا أنفسهم مقصرين في العمل لتحقيق ما يبغون. العام الجديد، فرصة لكل منا كي يختار أحد الطريقين، فهو بمثابة صندوق فارغ يبزغ في حياتنا لنملأه بما نريد فمن ملأه بأشجار مثمرة باسقة أمكنه التسلق والصعود فوقها، ومن غفل عن ملئه، لن يجد عند جرد الصندوق في نهاية العام سوى التهالك والتآكل ينخر في جنبات صندوقه. العام الجديد يعني نقطة الابتداء لحياة جديدة، حياة نقية من المؤثرات المحبطة الماضية، حياة متحررة من شوائب الخيبة والانكسار المصاحبة للتجارب السابقة الفاشلة، حياة تنبثق مما سيأتي وليس مما مضى، فالالتفات إلى الوراء لا غاية منه إن لم يكن نورا يعين على رؤية أفضل للغد القادم، والعام الجديد فرصة للانفكاك من الارتباط بحياة ماضية محفوفة بالتعاسة والشقاء. هناك عبارة تقول: إن الله خلق لنا العينين في وجوهنا ولم يخلقها في ظهورنا، كي ننظر دائما إلى الأمام فلا نعير الخلف انتباهنا. فالالتفات إلى الوراء، إن لم يدفعك إلى الأمام، لا معنى له البتة، هو لا يفيد في شيء، بل قد يكون على العكس من ذلك، يصير سببا في التعطيل والإعاقة. يبقى الأمل في أن نتمكن من جعل أيام العام سلما للصعود إلى حياة أفضل وأجمل. هذا أملنا أيها العام الجديد، فهل تحمل لنا شيئا من البشرى؟ فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة